(١) مالك من شيخك الّا عمله |
|
الّا رسيمه والّا رمله |
[باب ما يكون مبتدأ بعد إلّا]
وذلك قولك ما مررت باحد الّا زيد خير منه ، كأنك قلت مررت بقوم زيد خير منهم الّا أنك أدخلت الا لتجعل زيدا خيرا من جميع من مررت به ، ولو قال مررت بناس زيد خير منهم لجاز أن يكون قد مرّ بناس آخرين هم خير من زيد فانما قال ما مررت بأحد الّا زيد خير منه ليخبر أنه لم يمرّ بأحد يفضل زيدا ، ومثل ذلك قول العرب والله لأفعلن كذا وكذا الّا حلّ ذلك أن أفعل كذا وكذا فأن أفعل كذا وكذا بمنزلة فعل كذا وكذا ، وهو مبني على حلّ وحلّ مبتدء كأنه قال ولكن حلّ ذلك أن أفعل كذا وكذا ، وأمّا قولهم والله لا أفعل الّا أن تفعل فأن تفعل في موضع نصب والمعنى حتى تفعل أو كأنه قال أو تفعل والأول مبتدء ومبنيّ عليه.
[باب غير]
اعلم أنّ غيرا أبدا سوى المضاف اليه ولكنه يكون فيه معنى الّا فيجرى مجرى الاسم الذي بعد إلا وهو الاسم الذي يكون داخلا فيما يخرج منه غيره وخارجا مما يدخل فيه غيره ، فأمّا دخوله فيما يخرج منه غيره فأتاني القوم غير زيد فغيرهم الذين جاؤوا ولكن فيه معنى إلا فصار بمنزلة الاسم الذي بعد إلا ، وأما خروجه مما يدخل فيه غيره فما أتاني غير زيد ، وقد يكون بمنزلة مثل ليس فيه معنى إلا ، وكلّ موضع جاز فيه الاستثناء بالّا جاز بغير وجرى مجرى الاسم الذي بعد إلا لأنه اسم بمنزلته ، وفيه معنى إلّا ، ولو جاز أن تقول أتاني القوم زيدا تريد الاستثناء ولا تذكر إلا لما كان إلّا نصبا ،
__________________
(٥٦٨) الشاهد فيه تبيين الأول بالآخر على حد قولك ما جاءني الا زيد الا أبو عبد الله اذا كان ابو عبد الله كنية لزيد وأبو عبد الله بدل من زيد ، وتبيين له والا مؤكدة وكذلك الرسيم والرمل وهما ضربان من السير بدل من العمل وتبيين له والا مؤكدة مكررة وأراد بالرسيم السعي بين الصفا والمروة ، وبالرمل السعي في الطواف أي لا منتفع فيّ ولا عمل عندي أفوت به غيري الا هذا.