يحتجّ الخليل بأن المعنى معنى اللام فاذا كان الفعل أو غيره موصلا اليه باللام جاز تقديمه وتأخيره لأنه ليس هو الذي عمل فيه في المعنى فاحتملوا هذا المعنى ، كما قال حسبك ينم الناس اذ كان فيه معنى الأمر وسترى مثله ومنه ما قد مضى.
[باب إنّما وأنّما]
اعلم أنّ كلّ موضع تقع فيه أنّ تقع فيه أنّما وما ابتديء بعدها صلة لها كما أنّ الذي ابتدىء بعد الذي صلة له ولا تكون هي عاملة فيما بعدها كما لا يكون الذي عاملا فيما بعده ، فمن ذلك قوله عزوجل (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) وقال الشاعر (وهو عمرو بن الإطنابة الأنصاري) : [خفيف]
(١) أبلغ الحرث بن ظالم المو |
|
عد والناذر النّذور عليّا |
أنما تقتل النّيام ولا تقتل |
|
يقظان ذا سلاح كميّا |
فانما وقعت أنما هيهنا لأنك لو قلت أن إلهكم إله واحد وأنك تقتل النيام كان حسنا ، وان شئت قلت انما تقتل النيام على الابتداء زعم ذلك الخليل ، فأما إنما فلا تكون اسما وانما هي فيما زعم الخليل بمنزلة فعل ملغى مثل أشهد لزيد خير منك لأنها لا تعمل فيما بعدها ولا تكون الا مبتدأة بمنزلة اذا لا تعمل في شيء.
واعلم أن الموضع الذي يجوز فيه إنّ إنما فيه مبتدأة وذلك قولك وجدتك إنما أنت صاحب كل خنى لأنك لو قلت وجدتك أنك صاحب كل خنى لم يجز ذلك لأنك اذا قلت أرى أنه منطلق فانما وقع الرأي على شيء لا يكون الكاف التي في وجدتك ونحوها من
__________________
(٧٠٢) الشاهد في فتح أنما حملا على ابلغ وجريها مجرى أن لأن ما فيها صلة فلا تغيرها عن جواز الفتح والكسر فيها* يقول هذا للحرث بن ظالم المرى وكان قد توعده بالقتل ونذر دمه ان ظفر به وانما قال تقتل النيام لانه قتل خالد بن جعفر بن كلاب غيلة وهو نائم في قبته ، ولما سمع الحرث هذا أقبل في سلاحه واستصرخ عمرو بن الاطنابة فلما بعد عن الحي قال له الست يقظان ذا سلاح قال له أجل قال فاني الحرث بن ظالم فاستخذى له ومن عليه الحرث بن ظالم وخلى سبيله والكمىّ الشجاع.