بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) فمن ليس محمولا على ما حمل عليه ذلك ، فكذلك يجوز إنّ منقطعة قال الشاعر (وهو الأحوص) : [بسيط]
(١) عوّدت قومي اذا ما الضّيف نبهني |
|
عقر العشار على عسري وايساري |
أني اذا خفيت نار لمرملة |
|
ألقى بأرفع تل رافعا ناري |
ذاك وإني على جاري لذو حدب |
|
أحنو عليه بما يحنى على الجار |
فهذا لا يكون إلا مستأنفا غير محمول على ما حمل عليه ذاك ، فهذا أيضا يقوّي ابتداء إنّ في الأول.
[باب آخر من أبواب أنّ]
تقول جئتك أنك تريد المعروف إنما تريد لأنك تريد المعروف ولكنك حذفت اللام هيهنا كما تحذفها من المصدر اذا قلت : [طويل]
وأغفر عوراء الكريم ادّخاره |
|
وأعرض عن ذنب اللّئيم تكرّما |
أي لادّخاره ، وسألت الخليل عن قوله جلّ ذكره (وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) فقال إنما هو على حذف اللام كأنه قال ولأنّ هذه أمّتكم أمّة واحدة وأنا ربّكم فاتّقون وقال نظيرها لإيلاف قريش لأنه انما هو لذلك
__________________
(٦٩٩) الشاهد في كسر إن لدخول لام التأكيد ولو لم تدخل لفتحت حملا على ما قبلها يقول اذا طرقنى الضيف نحرت له وان كنت معسرا وأرفع ناري بالتل ليعشو اليه المحتاج اذا أخفي غيري ناره للؤمه ، وأقوم بحق جاري وأعطف عليه وأواسيه ، والعشار جمع عشراء وهي التي أتى عليها من حملها عشرة أشهر ، وقوله أتى بالفتح محمول على البدل من العقر لأن عقر العشار مشتمل على ايقاد النار ودال عليه فكأنه قال عوّدت قومي أني أوقد النار لطارق وكسر ان هيهنا أجود على الاستئناف ، والقطع والمرملة الجماعة التي نفد زادها ورجل مرمل لا شيء له مشتق من الرمل كأنه لا يملك غيره كما يقال ترب الرجل اذا افتقر والتل ما ارتفع من الأرض ، وقوله ذاك وإني أي أمرى وشأني ذلك والحدب العطف ، وقد حدب علي اذا عطف والحنوّ مثله.