وقال هدبة :
(١) عوجي علينا واربعي يا فاطما
وإنما كان الحذف للهاآت ألزم في الوصل وفيها أكثر منه في سائر الحروف في النداء من قبل أن الهاء في الوصل في غير النداء تبدل مكانها التاء فلمّا صارت الهاء في موضع يحذف منه لا يبدل منها شيء تخفيفا كان ما يبدل ويتغيّر أولى بالحذف وهو له ألزم ، وجعلوا تغييره الحذف في موضع الحذف اذا كان متغيّرا لا محالة ، وسمعنا الثقة من العرب يقول يا حرمل يريد يا حرمله كما قال بعضهم إرم يقفون بغير هاء.
واعلم أن هاء التأنيث اذا كانت بعد حرف زائد لو لم تكن بعده حذف أو بعد حرفين لو لم تكن بعدهما حذفا زائدين لم يحذف غيرهما من قبل أن الحروف الزوائد قبل الهاء في الترخيم بمنزلة غير الزوائد من الحروف ، وذلك قولك في طائفيّة يا طائفيّ أقبلي وفي رعشنة يا رعشن أقبلي وفي سعلاة يا سعلا أقبلي ، ولو حذفت ما قبل الهاء كحذفك إياه وليس بعده هاء لقت في رجل يسمّى عثمانة يا عثم أقبل لأن الهاء لو لم تكن هيهنا لقلت يا عثم أقبل فانما الكلام أن تقول يا عثمان أقبل فأجر ترخيم هذا بعد الزوائد مجراه اذا كان بعد ما هو من نفس الحرف ، ومن حذف الزوائد مع الهاء فانه ينبغي له أن يقول في فاطمة يا فاط لا تفعلي من قبل أن الهاء لو لم تكن بعد الميم لقلت يا فاط كما تقول يا حار فأنت قد تحذف ما هو من نفس الحرف كما تحذف الزوائد ، فاذا ألحقتها الزوائد لم تحذفها مع الزوائد فكذلك الزوائد اذا ألحقتها مع الزوائد لم تحذفها معها.
[باب يكون فيه الاسم بعد ما يحذف منه الهاء بمنزلة اسم يتصرّف في الكلام]
(لم تكن فيه هاء قطّ)
وذلك قول بعض العرب وهو عنترة العبسي : [كامل]
__________________
(٤٨٨) الشاهد فيه قوله يا فاطما ، والقول فيه كالقول في الذي قبله والرجز لزائدة بن زيد العذري وهو ابن عم هدبة بن خشرم وفاطمة أخت هدبة ، وكان زائدة قد حدا بالقوم فشبب بها وبهذا السبب عدا عليه هدبة فقتله غيلة ثم قتل به ومعنى عوجى اعطفى وعرّجى وقوله واربعى أي أقيمى يقال ربعت بالمكان فانا رابع اذا أقمت به.