(وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ) ما منعها أن تكون كقولك ما يدريك أنه لا يفعل فقال لا يحسن ذلك في هذا الموضع انما قال وما يشعركم ثم ابتدأ فأوجب فقال إنها اذا جاءت لا يؤمنون ، ولو قال وما يشعركم أنها كان ذلك عذرا لهم وأهل المدينة يقولون أنّها فقال الخليل هي بمنزلة قول العرب ائت السّوق أنّك تشتري لنا شيئا أي لعلّك فكأنه قال لعلّها اذا جاءت لا يؤمنون وتقول إن لك هذا علي وأنك لا تؤذى كأنك قلت وإن لك أنك لا تؤذى ، وان شئت ابتدأت ولم تحمل الكلام على إنّ لك ، وقد قرىء هذا الحرف على وجهين قال بعضهم وإنّك لا تظمأ فيها وقال بعضهم وأنّك
واعلم أنه ليس يحسن لأنّ أن تلي إنّ ولا أنّ كما قبح ابتداؤك الثقيلة المفتوحة وحسن ابتداء الخفيفة لأن الخفيفة لا تزول عن الأسماء.
واعلم أنه ليس يحسن أن تلي إنّ أنّ ولا أنّ إنّ ، ألا ترى أنك لا تقول إن أنك ذاهب في الكتاب ، ولا تقول قد عرفت أن إنك منطلق في الكتاب وإنما قبح هذا هيهنا كما قبح في الابتداء ألا ترى أنه قبيح أن تقول أنك منطلق بلغني أو عرفت لأن الكلام بعد أنّ وإنّ غير مستغن كما أن المبتدأ غير مستغن وإنما كرهوا ابتداء أنّ لئلّا يشبّهوها بالأسماء التي تعمل فيها إنّ ولئلا يشبّهوها بأن الخفيفة لأنّ أن والفعل بمنزلة مصدر فعله الذي ينصبه ، والمصادر تعمل فيها إنّ وأنّ ، ويقول الرجل للرجل لم فعلت ذلك فيقول لم أنّه ظريف كأنه قال قلت لمه قلت لأنّ ذلك كذلك وتقول اذا أردت أن تخبر ما يعني المتكلّم أي إنّى نجد اذا ابتدأت كما تبتدىء أي أنا نجد وإن شئت قلت أي أنّى نجد كأنك قلت أي لأنّى نجد.
[باب آخر من أبواب أنّ]
تقول ذلك وأنّ لك عندي ما أحببت وقال الله عزوجل (ذلِكُمْ وَأَنَّ اللهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكافِرِينَ) وقال (ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ) وذلك لأنها شركت ذلك فيما حمل عليه كأنه قال الأمر ذلك وأن الله ، ولو جاءت مبتدأة لجازت يدلك على ذلك قوله عزوجل (ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ