(١) يا ربّ من ببغض أذوادنا |
|
رحنا على بغضائه واغتدين |
وربّ لا يكون ما بعدها إلا نكرة ، وقال أميّة بن أبي الصلت : [خفيف]
(٢) ربّ تكره النّفوس من الأ |
|
مر له فرجة كحّل العقال |
وقال آخر :
(٣) ألا ربّ من تغتشّه لك ناصح |
|
ومؤتمن بالغيب غير أمين |
وقال آخر :
ألا ربّ من قلبي له الله ناصح |
|
ومن هو عندي في الظباء السّوانح |
[باب ما لا يكون الاسم فيه إلا نكرة]
وذلك قولك هذا أوّل فارس مقبل ، وهذا كلّ متاع عندك موضوع وهذا خير منك مقبل ، ومما يدلك على أنهن نكرة أنهن مضافات الى نكرة وتوصف بهن النكرة ، وذلك أنك تقول فيما كان وصفا هذا رجل خير منك وهذا فارس أوّل فارس ، وهذا مال كلّ مال عندك ، ويستدلّ على أنهن مضافات الى نكرة أنك تصف ما بعدهن بما توصف به النكرة ولا تصفه بما توصف به المعرفة ، وذلك قولك هذا أول فارس شجاع مقبل وحدّثنا الخليل أنه سمع من العرب من يوثق بعربيته ينشد هذا البيت (وهو قول الشماخ) :
__________________
(٣٩٧) الشاهد فيه ادخال رب على من والاستدلال بذلك على تنكيرها لأن رب لا تعمل إلا في نكرة «ويبغض في موضع الوصف لمن يقول نحن محسدون لشرفنا وكثرة مالنا والحاسد لا ينال منا أكثر من اظهار البغضاء لنا لعزنا وامتناعنا.
(٣٩٨) الشاهد فيه دخول رب على ما لأنها نكرة في تأويل شيء والعائد عليها من جملة الصفة هاء محذوفة مقدرة والمعنى رب شيء تكرهه النفوس من الأمور الحادثة الشديدة وله فرجة تعقب الضيق والشدة كحل عقال المقيد والفرجة بالفتح في الأمر وبالضم في الحائط ونحوه مما يرى.
(٣٩٩) الشاهد في تنكير من ووصفها بقوله : ناصح وتغتشه في موضع الوصف أيضا* يقول قد ينصح الانسان ويتولاه من يظن به الغش ، وقد يغشه ويغتابه من يأمنه ويثق به.