(١) إنّ لكم أصل البلاد وفرعها |
|
فالخير فيكم ثابتا مبذولا |
وسمعنا بعض العرب الموثوق بهم يقول أتكلّم بهذا وأنت هيهنا قاعدا ، ومما ينتصب لأنه حال وقع فيه أمر قول العرب هو رجل صدق معلوما ذاك وهو رجل صدق معروفا ذاك ، وهو رجل صدق بيّنا ذاك كأنه قال هذا رجل صدق معروفا صلاحه فصار حالا وقع فيه أمر لأنك إذا قلت هو رجل صدق فقد أخبرت بأمر واقع ثم جعلت ذلك الوقوع على هذه الحقال ولو رفعت كان جائزا على أن تجعله صفة كأنك قلت هو رجل معروف صلاحه ، ومثل ذلك مررت برجل حسنة أمّه كريما أبوها ، زعم الخليل انه أخبر عن الحسن أنه وجب لها في هذه الحال وهو كقولك مررت برجل ذاهبة فرسه مكسورا سرجها والأول كقولك هو رجل صدق معروفا صدقه وان شئت قلت معروف ذاك ومعلوم ذاك على قولك ذاك معروف وذاك معلوم سمعته من الخليل.
[باب من المعرفة يكون فيه الاسم الخاصّ شائعا في الأمة]
ليس واحد منها أولى به من الآخر ولا يتوهّم به واحد دون آخر له اسم غيره نحو قولك للأسد أبو الحارث وأسامة وللتعلب ثعالة وأبو الحصين وسمسم وللذئب دألان وأبو جعدة وللضّبع أمّ عامر ، وحضاجر وجعار وجيأل وأمّ عنثل وقثام ويقال للضّبعان قثم ، ومن ذلك قولهم للغراب ابن بريح ، فكلّ هذا يجري خبره مجرى خبر عبد الله ، ومعناه اذا قلت هذا أبو الحارث أو هذا ثعالة أنك تريد هذه الأسد وهذا الثعلب وليس معناه كمعنى زيد وان كانا معرفة ، وكان خبرهما نصبا من قبل أنك اذا قلت هذا زيد فزيد اسم لمعنى قولك هذا الرجل اذا أردت شيئا بعينه قد عرفه المخاطب بحليته أو بأمر قد بلغه عنه قد اختصّ به دون من يعرف ، فكأنك اذا قلت هذا
__________________
(٣٨٩) الشاهد فيه نصب ثابت على الحال والاعتماد فيه على المجرور في الخبر والرفع فيه حسن ، كما تقدم وأراد بالخير هنا المعروف وكنى بالاصل والفرع عن جميع البلاد.