(١) بدالى أني لست مدرك ما مضى |
|
ولا سابقا شيئا اذا كان جائيا |
وقال الأخوص الرياحيّ : [طويل]
(٢) مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة |
|
ولا ناعبا الا ببين غرابها |
واعلم أن العرب يستخفّون فيحذفون النون والتنوين ولا يتغيّر من المعنى شيء وينجرّ المفعول لكفّ التنوين من الاسم فصار عمله فيه الجرّ ودخل في الاسم معاقبا للتنوين فجرى مجرى غلام عبد الله في اللفظ لأنه اسم وإن كان ليس مثله في المعنى والعمل وليس يغيّر كفّ التنوين اذا حذفته مستخفّا من المعنى شيئا ولا يجعله معرفة ، فمن ذلك قوله عزوجل (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) (إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ) (وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ) (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ) فالمعنى معنى (وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ) ويزيد هذا عندك بيانا قوله عزوجل (هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ) (عارِضٌ مُمْطِرُنا) فلو لم يكن هذا في معنى النكرة والتنوين لم توصف به النكرة وستراه أيضا مفسّرا في بابه مع غير هذا من الحجج ، وقال الخليل هو كائن أخيك على الاستخفاف والمعنى هو كائن أخاك ، ومما جاء في الشعر غير منوّن قول الفرزدق: [طويل]
__________________
(١٢٩) الشاهد فيه تنوين سابق ونصب ما بعده كالذي تقدم* يقول اختبرت حال الزمان وتقلبي فيه فبدا لى اني لا أدرك ما فات منه ولا أسبق ما لم يجيء بعد فيه قبل وقته والمعنى ان الانسان مدبر لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا.
(١٣٠) الشاهد فيه اثبات النون في مصلحين ونصب العشيرة ، وعلته كعلة ما قبله لأن النون فيه بمنزلة التنوين في واحده وكل يمنع من الاضافة ويوجب نصب ما بعده ، * يهجو قوما وينسبهم الى الشؤم وقلة الصلاح والخير فيقول لا يصلحون أمر العشيرة اذا فسد ما بينهم ولا يأتمرون لخير فغرابهم لا ينعب إلا بالتشتيت والفراق ، وهذا مثل للتطير منهم والتشؤم بهم ، والنعيب صوت الغراب ومد عنقه عند ذلك ومنه ناقة نعوب ومنعب اذا مدت عنقها في السير.