فلا يقعن واجبات ولا حالا ولا استثناء ، ولا يستخرج به نوع من الأنواع فيعمل ما قبله فيه عمل عشرين في الدرهم اذا قلت عشرون درهما ولكنهن يقعن في النفي مبنيا عليهن ومبنية على غيرهن فمن ثم تقول ما في الناس مثله أحد حملت أحدا على مثل ما حملت عليه مثلا وكذلك ما مررت بمثلك أحد ، وقد فسّرنا لم ذلك ، فهذه حالها كما كانت تلك حال أيما ، فاذا قلت له عسل ملء جرّة ، وعليه دين شعر كلبين فالوجه الرفع لأنه وصف والنصب يجوز كنصب عليه مائة بيضا بعد التمام ، وان شئت قلت لي مثله عبد فرفعت ، وهي كثيرة في كلام العرب وان شئت رفعته على أنه صفة ؛ وان شئت كان على البدل ، فاذا قلت عليها مثلها زبد فان شئت رفعت على قوله ما هو فتقول زبد أي هو زبد ولا يكون الزبد صفة لأنه اسم والعبد يكون صفة وتقول هذا رجل عبد ، وهو قبيح لأنه اسم.
[باب النداء]
اعلم أن النداء كلّ اسم مضاف فيه فهو نصب على اضمار الفعل المتروك اظهاره ، والمفرد رفع وهو في موضع اسم منصوب ، وزعم الخليل أنهم نصبوا المضاف نحو يا عبد الله ويا أخانا والنكرة حين قالوا يا رجلا صالحا حين طال الكلام كما نصبوا هو قبلك وهو بعدك ورفعوا المفرد كما رفعوا قبل وبعد وموضعهما واحد ، وذلك قولك يا زيد ويا عمرو ، وتركوا التنوين في المفرد كما تركوه في قبل ، قلت أرأيت قولهم يا زيد الطويل علام نصبوا الطويل قال نصب لأنه صفة لمنصوب ، وقال وان شئت كان نصبا على أعني ، فقلت أرأيت الرفع على أي شيء هو اذا قال يا زيد الطويل قال هو صفة لمرفوع ، قلت ألست قد زعمت أن هذا المرفوع في موضع نصب فلم لا يكون كقوله لقيته أمس الأحدث ، قال من قبل أن كل اسم مفرد في النداء مرفوع أبدا وليس كلّ اسم في موضع أمس يكون مجرورا فلما اطرد الرفع في كل مفرد في النداء صار عندهم بمنزلة ما يرتفع بالابتداء أو بالفعل فجعلوا وصفه اذا كان مفردا بمنزلته قلت أفرأيت قول العرب كلهم : [طويل]