[باب ما يرتفع بين الجزمين وينجزم بينهما]
فأما ما يرتفع بينهما فقولك إن تأتني تسألني أعطك وإن تأتني تمشي أمش معك وذلك لأنك أردت أن تقول ان تأتني سائلا يكن ذلك وان تأتني ماشيا فعلت.
وقال زهير : [طويل]
(١) ومن لا يزل يستحمل النّاس نفسه |
|
ولا يغنها يوما من الدهر يسأم |
انما أراد من لا يزل مستحملا يكن من أمره ذاك ولو رفع يغنها جاز وكان حسنا كأنه قال من لا يزل لا يغني نفسه ، ومما جاء أيضا مرتفعا قول الحطيئة : [طويل]
(٢) متى تأته تعشو الى ضوء ناره |
|
تجد خير نار عندها خير موقد |
وسألت الخليل عن قوله : [طويل]
(٣) متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا |
|
تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا |
قال تلمم بدل من الفعل الأوّل ونظيره في الأسماء مررت برجل عبد الله فأراد أن يفسّر الاتيان بالالمام كما فسّر الاسم الآخر ، ومثل ذلك أيضا قوله أنشدنيهما الأصمعي عن أبي عمرو لبعض بني أسد : [كامل]
(٤) إن يبخلوا أو يجبنوا |
|
أو يغدروا لا يحفلوا |
يغدوا عليك مرجّلين |
|
كأنّهم لم يفعلوا |
__________________
(٦٧٢) الشاهد فيه رفع يستحمل لأنه ليس بشرط ولا جزاء وانما هو معترض بينهما خبرا عن يزل أي من لا يزل مستحملا للناس نفسه ملقيا اليهم بنوائبه يسام.
(٦٧٣) الشاهد فيه رفع تعشو لوقوعه موقع الحال ، والمعنى متى تأته عاشيا أي في الظلام وهو العشاء تجد خير نار أي تجد ناره معدة للضيف الطارق.
(٦٧٤) الشاهد في جزم تلمم لأنه بدل من قوله تأتنا وتفسير له لأن الالمام اتيان ولو أمكنه رفعه على تقدير الحال لجاز وقوله تأججا خبر عن الحطب والنار ، ويجوز أن يكون خبرا عن العار وحدها فيذكرها لأن تأنيثها غير حقيقي ضرورة ويجوز أن يريد تتأججن بالنون الخفيفة والوقف عليها بالألف.
(٦٧٥) الشاهد فيه جزم يغدوا على البدل من قوله لا يحفلوا كما هو لأن غدوّهم ـ