وزيدا كأنه قال ما كان شأن عبد الله وزيدا ، وحمله على كان لأن كان يقع هيهنا ، والرفع أجود وأكثر في ما أنت وزيد ، والجرّ في قولك ما شأن عبد الله وزيد أحسن وأجود كأنه قال ما شأن عبد الله وشأن زيد ، ومن نصب أيضا قال ما لزيد وأخاه يريد ما كان لزيد وأخاه يريد ما كان شأن زيد وأخاه لأنه يقع في هذا المعنى هيهنا فكأنّه قد كان تكلّم به ، ومن ثمّ قالوا حسبك وزيدا لمّا كان فيه معنى كفاك وقبح أن يحملوه على المضمر نووا الفعل كأنّه قال حسبك ويحسب أخاك درهم ، وكذلك كفيك وقدك وقطك ، وأمّا ويلا له وأخاه وويله وأباه فانتصب على معنى الفعل الذي نصبه كأنك قلت ألزمه الله ويله وأباه فانتصب على معنى الفعل الذي نصبه فلمّا كان كذلك وإن كان لا يظهر حمله على المعنى ، وإن قلت ويل له وأباه نصبت لأنّ فيه ذلك المعنى ، كما أنّ حسبك مرتفع بالابتداء وفيه معنى كفاك وهو نحو مررت به وزيدا وان كان أقوى لأنك ذكرت الفعل كأنك قلت ولقيت أباه ، وأما هذا لك وأباك فقبيح أن تنصب الأب لأنه لم يذكر فعلا ولا حرفا فيه معني فعل حتى يصير كأنّه قد تكلّم بالفعل.
[باب ما ينصب من المصادر على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره]
وذلك قولك سقيا ورعيا ، ونحو قولك خيبة ودفرا ، وجدعا وعقرا وبؤسا وأفّة وتفة وبعدا وسحقا ومن ذلك قولك تعسا وتبّا وجوعا وجوسا ، ونحو قول ابن ميّادة (واسمه الرماح بن أبرد) : [طويل]
(١) تفاقد قومى اذ يبيعون مهجتي |
|
بجارية بهرا لهم بعدها بهرا |
وقال : [خفيف]
__________________
(٢٥٣) الشاهد فيه قوله بهرا وهو على ما فسره سيبويه بمعنى تبا وهو بدل من اللفظ بالفعل والتقدير بهروا بهرا ويقال معناه هنا غلبة لهم وقهرا أي غلبوا وقهروا ، ومنه قولهم القمر الباهر لغلبة نوره* يقول فقد بعض قومي بعضا حيث لم يعينوني على جارية شغفت بحبها وعرضوني لتلف مهجتى حبالها فغلبوا غلبة وقهرهم العدو قهرا ، وقوله بعدها أي بعد هذه الفعلة.