ومن النصب أيضا قوله : [وافر]
(١) للبس عباءة وتقرّ عيني |
|
أحبّ اليّ من لبس الشّفوف |
لمّا لم يستقم أن تحمل وتقرّ وهو فعل على لبس وهو اسم لمّا ضممته الى الاسم وجعلت أحبّ لهما ولم ترد قطعه لم يكن بد من إضمار أن وسترى مثله مبيّنا ، وسمعنا من ينشد هذا البيت من العرب (وهو لكعب الغنوى) : [طويل]
(٢) وما أنا للشيء الذي ليس نافعي |
|
ويغضب منه صاحبي بقؤول |
والرفع ايضا جائز حسن ، كما قال قيس بن زهير بن جذيمة : [طويل]
(٣) فلا يدعني قومي صريحا لحرّة |
|
لئن كنت مقتولا ويسلم عامر |
ويغضب معطوف على الشيء ويجوز رفعه على ان يكون داخلا في صلة الذي
[باب أو]
اعلم أنّ ما انتصب بعد أو فانه ينتصب على إضمار أن كما انتصب في الفاء والواو على
__________________
(٦٣٠) الشاهد فيه نصب تقربا باضمار أن ليعطف على اللبس لأنه اسم وتقر فعل فلم يمكن عطفه عليه فحمل على اضمار أن لأنّ أن وما بعدها اسم فعطف اسما على اسم وجعل الخبر عنهما واحدا وهو أحب ، والمعنى للبس عباءة مع قرة العين وصفاء العيش أحب اليّ من لبس الشفوف مع سخنة العين ونكد العيش والعباءة جبة الصوف ، والشفوف ثياب رقاق تصف البدن واحدها شف.
(٦٣١) الشاهد في نصب يغضب حملا على معني ولأن يغضب ، والتقدير وما أنا بقؤول للشيء غير النافع ولأن يغضب منه صاحبي أي لست بقؤول للسبب المؤدي الى غضبه لأنه لا يقول الغضب انما يقول ما يؤدي الى الغضب ، ويجوز ويغضب بالرفع حملا على صلة الذي وهو أبين وأحسن ورد المبرد على سيبويه تقديمه النصب على الرفع ولم يقدمه سيبويه لأنه عنده أحسن من الرفع وانما قدمه لما بنى عليه الباب من النصب باضمار أن.
(٦٣٢) الشاهد فيه ويسلم على القطع والاستئناف ، ولو نصب باضمار أن لأن ما قبله من الشرط غير واجب لجاز وتقدير البيت لئن قتلت وعامر سالم من القتل فلست بصريح النسب حر الام وأراد عامر بن الطفيل.