(١) احكم كحكم فتاة الحىّ اذ نظرت |
|
إلى حمام شراع وارد الثّمد |
فوصف به النكرة ، وقال المرّار الاسدىّ : [كامل]
(٢) سلّ الهموم بكلّ معطى رأسه |
|
ناج مخالط صهبة متعيّس |
فهو على المعنى لا على الأصل والأصل التنوين لان هذا الموضع لا يقع فيه معرفة ولو كان الاصل هيهنا ترك التنوين لما دخله التنوين ولا كان نكرة وذلك أنّه لا يجرى مجرى المضارع فيما ذكرت لك ، وزعم عيسى أن بعض العرب ينشد هذا البيت لأبي الأسود الدّؤلى : [متقارب]
(٣) فألفيته غير مستعتب |
|
ولا ذاكر الله إلا قليلا |
__________________
(١٣٤) الشاهد فيه اضافة وارد الى الثمد على نية التنوين والنصب ولذلك نعتت به النكرة مع اضافته الى المعرفة اذ كانت اضافته غير محضة* يخاطب النعمان بن المنذر فيقول كن حكيما في أمري أي مصيبا للحق فيه والعدل وكان واجدا عليه وضرب له المثل باصابة الزرقاء في خررها للحمام التي مرت طائرة بها فخصرت عددها مع كثرتها وتراكمها وخبرها مشهور يستغنى عن التفسير ، والشراع الواردة والشريعة الموردة ، والثمد الماء القليل على وجه الارض.
(١٣٥) الشاهد فيه اضافة معط الى الرأس مع نية التنوين والنصب والدليل على ذلك اضافة كل اليه لان كلاهنا لا تضاف الا الى نكرة ونعته بناج وما بعده وهو نكرة* والمعنى سلّ همومك اللازمة لك بفراق من تهوى ونأيه عنك بكل بعير ترتحله للسفر معط رأسه أي ذلول منقاد ناج أي سريع والنجا السرعة والفوت ، والصهبة أن يضرب بياضه الى الحمرة وهو تجار الكرم والعتق والمتعيس والاعيس الابيض وهو أفضل ألوان الابل ، وبعده في بعض النسخ :
مغتال أحبلة مبين عنقه |
|
في منكب زين المطى عرندس |
(١٣٦) الشاهد فيه حذف التنوين من ذاكر لالتقاء الساكنين ونصب ما بعده وان كان الوجه اضافته كما تقدم وفي حذف تنوينه لالتقاء الساكنين وجهان أحدهما أن يشبه بحذف النون الخفيفة اذا لقيها ساكن كقولك اضرب الرجل تريد اضربن ، والوجه الثاني أن يشبه بما حذف تنوينه من الاسماء الاعلام اذا وصف بابن مضاف الى علم كقولك رأيت زيد بن عمرو وأحسن ما يكون حذف التنوين للضرورة في مثل قولك هذا زيد الطويل لان النعت والمنعوت كالشىء الواحد فيشبه بالمضاف والمضاف اليه.