[باب ما اجري مجرى ليس في بعض المواضع بلغة اهل الحجاز ثم يصير الى أصله]
وذلك الحرف ما تقول ما عبد الله أخاك وما زيد منطلقا ، وأما بنو تميم فيجرونها مجرى أما وهل وهو القياس لانها ليست بفعل وليس ما كليس ولا يكون فيها اضمار ، وأما أهل الحجاز فيشبّهونها بليس اذ كان معناها كمعناها كما شبّهوا بهالات في بعض المواضع وذلك مع الحين خاصّة لا تكون لات الا مع الحين تضمر فيها مرفوعا وتنصب الحين لانه مفعول به ولم تمكّن تمكّنها ولم يستعملوها الا مضمرا فيها لأنها ليست كليس في المخاطبة والاخبار عن غائب تقول لست ولست وليسوا وعبد الله ليس ذاهبا فيبنى على المبتدإ ويضمر فيه وهذا لا يكون فيه ذاك ولا تقول عبد الله لات منطلقا ولا قومك لاتوا منطلقين ، ونظير لات في أنه لا يكون الا مضمرا فيه ليس ولا يكون في الاستثناء.
اذا قلت أتونى ليس زيدا ولا يكون بشرا ، وزعموا أنّ بعضهم قرأ ولات حين مناص وهى قليلة ، كما قال بعضهم في قول سعد بن مالك القيسى : [كامل]
(١) من فرّ عن نيرانها |
|
فأنا ابن قيس لا براح |
جعلها بمنزلة ليس فهى بمنزلة لات في هذا الوجه ، ولا يجاوز بها هذا الموضع رفعت أو نصبت ولا تمكّن في الكلام كتمكّن ليس وانما هي مع الحين كما أن لدن انما ينصب
__________________
ـ القرب ومعناه السريع الشديد ، ويجوز ان يكون اسم ناقته جلذية فرخم والضمير في قوله فيهن عائد على الابل ودل عليه سياق الكلام وذكر الناقة فأضمر وان لم يجر لها ذكر يرجع الضمير اليه وانما ذكر الفصيل لان ناقته من جملة الابل التي يسوقها الى ماء سوقا حثيثا فيقول لا أعذرك ما دام في صواحبك فصيل يطيق السير ، وهيا هيا كلمة استحثاث وهى مكسورة الأول وقد حكيت بالفتح.
(٤١) استشهد به على اجراء لا مجرى ليس في بعض اللغات كما أجريت ما مجراها في لغة أهل الحجاز فتقديره لا براح لي على معنى ليس براح والوجه في لا اذا وليتها النكرة ولم تتكرر أن تنصبها بلا تنوين وتبنى معها على ما بين سيبويه في باب لا وذكره بعلته ، واما رفعها للنكرة مفردة ونصب الخبر فيجري مجرى الضرورة في القلة وهي في ذلك مشبهة بليس لأن معناها كمعناها ودخولها على المبتدأ كدخولها فأعملت لذلك عملها* وصف نفسه بالشجاعة والاقدام عند اشتداد الحرب وصدود الشجعان عنها والاقران.