يريد يتّكل عليه ولكنه حذف وهذا قول الخليل ، وتقول غلام من تضرب أضربه لأنّ ما يضاف الى من بمنزلة من ، ألا ترى أنك نقول أبو أيّهم رأيته كما تقول أيّهم رأيته ، وتقول بغلام من تؤخذ أوخذ به كأنك قلت بمن تؤخذ أوخذ به وحسن الاستفهام هاهنا يقوّى الجزاء تقول غلام من تضرب وبغلام من مررت ، ألا ترى أن كينونة الفعل غير وصل ثابتة ، وتقول بمن تمرر أمر ربه ، وبمن تؤخذ أؤخذ به ، فحدّ الكلام أن تثبت الباء في الآخر لأنه فعل لا يصل الا بحرف الاضافة ، يدلك على ذلك أنك لو قلت من تضرب أنزل لم يجز حتى تقول عليه الّا في شعر ، فان قلت بمن تمرر أمرر أو بمن تؤخذ أؤخذ فهو أمثل وليس بحد الكلام ، وانما كان في هذا أمثل لأنه قد ذكر الباء في الفعل الأول فعلم أن الآخر مثله لأنه ذلك الفعل.
[باب الجزاء اذا أدخلت فيه ألف الاستفهام]
وذلك قولك أإن تأتني آتك ولا تكتفى بمن لأنها حرف جزاء ومتي مثلها ، فمن ثم أدخل عليه الألف تقول أمتى تشتمني أشتمك وأمن يقل ذاك أزره ، وذلك لأنك أدخلت الألف على كلام قد عمل بعضه في بعض فلم يغيّره ، وإنما الألف بمنزلة الواو والفاء ولا ونحو ذلك لا تغيّر الكلام عن حاله وليست كاذ وهل وأشباههما ، ألا ترى أنها تدخل على المجرور والمنصوب والمرفوع فتدعه على حاله ولا تغيّره عن لفظ المستفهم ، ألا ترى أنه يقول مررت بزيد فتقول أزيد وإن شئت أزيدنيه وكذلك تقول في الرفع والنصب وإن شئت أدخلتها على كلام المخبر ولم تحذف منه شيئا وذلك اذا قال مررت بزيد قلت أمررت بزيد ولا يجوز ذلك في هل وأخواتها ، وان قلت هل مررت بزيد كنت مستأنفا ، ألا ترى أنّ الألف لغو ، فان قيل فانّ الألف لا بدّ لها من أن تكون معتمدة على شيء فانّ هذا الكلام معتمد لها كما يكون صلة للذي إذا قلت الذي إن تأته يأتك زيد فهذا كلّه وصل ، فان قال الذي إن تأته يأتيك زيد وأجعل يأتيك صلة الذي لم يجد بدّا من أن يقول أنا إن تأتني آتيك لأنّ أنا لا يكون كلاما حتى يبنى عليه شي ، وأما يونس فيقول أإن تأتني آتيك وهذا قبيح يكره في الجزاء وان كان في الاستفهام ،