(١) يا تيم تيم عدىّ لا أبالكم |
|
لا يلقينّكم في سوأة عمر |
وسترى هذا مبيّنا في مواضعه ان شاء الله ، وترك التاء في جميع هذا الحدّ والوجه وسترى ما إثبات التاء فيه جيد ان شاء الله من هذا النحو لكثرته في كلامهم وسيبيّن في بابه ، فان قلت من ضربت عبد أمك أو هذه عبد زينب لم يجز لانه ليس منها ولا بها ولا يجوز أن تلفظ بها وأنت تريد العبد.
[باب تخبر فيه عن النكرة بنكرة]
وذلك قولك ما كان أحد مثلك وليس أحد خيرا منك وما كان أحد مجترئا عليك وانما حسن الاخبار هيهنا عن النكرة حيث أردت أن تنفي أن يكون في مثل حاله شيء أو فوقه لأن المخاطب قد يحتاج الى أن تعلمه مثل هذا ، وإذا قلت كان رجل ذاهبا فليس في هذا شيء تعلمه كان جهله ، ولو قلت : كان رجل من آل فلان فارسا حسن لانه قد يحتاج الى أن تعلمه أنّ ذاك في آل فلان وقد يجهله ولو قلت : كان رجل في قوم فارسا لم يحسن لأنه لا يستنكر أن يكون في الدنيا فارس وأن يكون من قوم فعلى هذا النحو يحسن ويقبح ، ولا يجوز في أحد أن تضعه في موضع واجب لو قلت كان أحد من آل فلان لم يجز لأنه انما وقع في كلامهم نفيا عاما يقول الرجل أتاني رجل يريد واحدا في العدد لا اثنين فتقول ما أتاك رجل أي أتاك أكثر من ذلك ثم يقول أتاني رجل لا امرأة فتقول ما أتاك رجل أي امرأة أتتك ويقول اتاني اليوم رجل أي في قوّته ونفاذه فتقول ما أتاك
__________________
(٣٩) استشهد به على اقحام تيم الثاني بين تيم الأول وما أضيف اليه لان الفائدة في تكرير الاسمين وافرادهما سواء إذا كانا لشيء واحد فكأنه انما أضاف اسما واحدا الى عدى فحذف التنوين منهما للاضافة كما يحذف من أحدهما إذا أضيف* يخاطب تيم بن عبد مناة وهم رهط عمر ابن لجا التيمي الخارجي ، وعدى هذا هو عدى بن عبد مناة فأضاف تيما اليه لالتباسه ، وكانت بينه وبين عمر هذا مهاجاة فلما توعد جرير قومه أتوه به موثقا وحكموه فيه فأعرض عن هجومهم ومعنى لا يلقينكم في سوأة لا تمالؤه على فأقارضكم بالهجو فتقعوا منه في سوأة وشين والسوأة الفعلة القبيحة ومعنى لا أبالكم الغلظة في الخطاب والحط وأصله أن ينسب الرجل المخاطب الى غير أب معلوم شتما له واحتقارا وكثرت في الاستعمال حتى جعلت في كل خطاب يغلظ فيه على المخاطب.