كيلا وهذا شبيه بقوله ويل له ويلا كيلا ، وربما قالوا وكيلا وان شاء جعله على قوله جدعا وعقرا.
[باب استكرهه النحويّون وهو قبيح فوضعوا الكلام فيه على غير ما وضعت العرب]
وذلك قولك ويح له وتب وتبّا لك وويحا فجعلوا التّبّ بمنزلة الويح وجعلوا ويح بمنزلة التّبّ فوضعوا كلّ واحد منهما في غير الموضع الذي وضعته العرب ، ولا بدّ لويح مع قبحها من أن تحمل على تبّ لأنها اذا ابتدأت لم يحسن حتى يبنى عليها كلام واذا حملتها على النصب كنت تبنيها على شىء مع قبحها ، فاذا قلت ويح له ثم ألحقتها التبّ فانّ النصب فيه أحسن لأن تبّا اذا نصبتها فهى مستغنية عن لك فانما قطعتها من أوّل الكلام كأنك قلت وتبّا لك فأجريتها على ما أجرت العرب فأمّا النحويّون فيجعلونها بمنزلة ويح ولا تشبهها لأنّ تبّا تستغنى عن لك ولا تستغنى ويح عنها فاذا قلت تبّا له وويح له فالرفع ليس فيه كلام ، ولا يختلف النحويّون في نصب التبّ اذا قلت ويح له وتبّا له فهذا يدلّك على أنّ النصب في تبّا فيما ذكرنا أحسن لأنّ له لم يعمل في التبّ.
[باب ما ينتصب فيه المصدر كان فيه الألف واللام أو لم يكن فيه على إضمار الفعل] «المتروك إظهاره لأنه يصير في الاخبار والاستفهام بدلا من اللفظ بالفعل كما»
«كان الحذر بدلا من احذر في الأمر»
وذلك قولك ما أنت إلّا سيرا وإنما أنت سيرا سيرا وما أنت إلّا الضرب الضرب وما أنت إلا قتلا قتلا وما أنت إلا سير البريد سير البريد ، فكأنه قال في هذا كلّه ما أنت إلا تفعل فعلا وما أنت إلا تفعل الفعل ولكنهم حذفوا الفعل لما ذكرت لك وصار في الاستفهام والخبر بمنزلة الأمر والنهي لأنّ الفعل يقع هيهنا كما يقع فيهما ، وإن كان الأمر والنهي أقوى لأنهما لا يكونان بغير فعل فلم يمتنع المصدر هيهنا أن ينتصب لأن العمل يقع هيهنا مع المصدر في الاستفهام والخبر كما يقع في الأمر والنهي ، والآخر غير الأوّل كما كان ذلك في الأمر