[باب ما ينتصب من المصادر لأنه حال وقع فيه الامر فانتصب لأنه موقع فيه الأمر]
وذلك قولك قتلته صبرا ولقيته فجاءة ومفاجأة وكفاحا ومكافحة ولقيته عيانا وكلمته مشافهة وأتيته ركضا وعدوا ومشيا ، وأخذت ذلك عنه سمعا وسماعا ، وليس كلّ مصدر وإن كان في القياس مثل ما مضى من هذا الباب يوضع هذا الموضع لأن المصدر هيهنا في موضع فاعل اذا كان حالا ، ألا ترى أنه لا يحسن أتانا سرعة ولا أتانا رجلة كما أنه ليس كلّ مصدر يستعمل في باب سقيا وحمدا ، واطّرد في هذا الباب الذي قبله لأن المصدر هناك ليس في موضع فاعل ، ومثل ذلك قول الشاعر (وهو زهير بن أبى سلمى) : [طويل]
(١) فلأيا بلأى ما حملنا وليدنا |
|
على ظهر محبوك ظماء مفاصله |
كأنه يقول حملنا وليدنا لأيا بلأى كأنه يقول حملناه جهدا بعد جهد فهذا لا يتكلّم به ولكنه تمثيل ، ومثله قول الراجز :
(٢) * ومنهل وردته التقاطا*
أي فجاءة ، واعلم أن هذا الباب أتاه النصب كما أتي الباب الأول ولكنّ هذا جواب لقوله كيف لقيته كما كان الأول جوابا لقوله لمه.
[باب ما جاء منه في الألف واللام]
وذلك قوله أرسلها العراك ، قال لبيد بن ربيعة : [وافر]
__________________
(٣٠١) الشاهد فيه قوله لأيا بلأى ونصبه على المصدر الموضوع موضع الحال والتقدير حملنا وليدنا مبطئين ملتئين* وصف فرسا بالنشاط وشدة الخلق فيقول اذا حملنا الغلام عليه ليصيد امتنع لنشاطه فلم نحمله الا بعد ابطاء وجهد ، واللأى الابطاء ولا فعل له يجري عليه ولكن يقال التأت عليه الحاجة اذا ابطأت ، والمحبوك الشديد الخلق والظماء هنا القليلة اللحم وهو المحمود منها ، وأصل الظمأ العطش.
(٣٠٢) الشاهد فيه قوله التقاطا والمعنى وردته ملتقطا أي مفاجئا له لم أقصد قصده لأنه في فلاة مجهولة والمنهل المورد