[باب ما يجوز في الشعر من ايّا ولا يجوز في الكلام]
من ذلك قول الشاعر (وهو حميد الأرقط) : [رجز]
(١) * إليك حتّي بلغت إيّاكا*
وقال بعض اللّصوص :
كأنّا يوم قرّى |
|
إنما نقتل إيّانا (٢) |
قتلنا منهم كلّ |
|
فتى أبيض حسّانا |
[باب علامة اضمار المجرور]
اعلم أن أنت وأخواتها لا يكنّ علامات لمجرور من قبل أن أنت اسم مرفوع ولا يكون المرفوع مجرورا ، ألا ترى أنك لو قلت مررت بزيد وأنت لم يجز ، ولو قلت ما مررت بأحد إلّا أنت لم يجز ، ولا يجوز إيّا أن تكون علامة لمضمر مجرور من قبل أن إيّا علامة للمنصوب فلا يكون المنصوب في موضع المجرور ولكن اضمار المجرور علاماته كعلامات المنصوب التي لا تقع مواقعهن إيّا إلّا أن تضيف الى نفسك نحو قولك بي ولي وعندي وتقول مررت بزيد وبك وما مررت بأحد إلّا بك ، أعدت مع المضمر الباء من قبل أنهم لا يتكلمون بالكاف وأخواتها منفردة فلذلك أعادوا الجارّ مع المضمر ، ولم توقع إيّا ولا أنت ولا أخواتها هيهنا من قبل أن المنصوب والمرفوع لا يقعان في موضع المجرور.
[باب اضمار المفعولين اللّذين تعدّى اليهما فعل الفاعل]
اعلم أن المفعول الثاني قد تكون علامته اذا أضمر في هذا الباب العلامة التي لا تقع إيّا
__________________
(٥٧٩) الشاهد في وضعه إياك موضع الكاف ضرورة ، وقال الزجاج أراد بلغتك اياك فحذف الكاف ضرورة وهذا التقدير ليس بشىء لأنه حذف المؤكد وترك التوكيد مؤكدا لغير موجود فلم يخرج من الضرورة الا الى أقبح منها والمعنى سارت هذه الناقة اليك حتى بلغتك.
(١) الشاهد في وضع ايانا موضع الضمير المتصل في نقتلنا وقد تقدم البيت بعلته وتفسيره.