وقال [متقارب]
(١) دعوت لما نابني مسورا |
|
فلبّى فلبّى يدي مسور |
فلو كان بمنزلة علي لقال فلبّي يدي مسور لأنّك تقول على زيد اذا أظهرت الاسم.
[باب ذكر معنى لبّيك وسعديك وما اشتقّا منه]
وإنما ذكر ليبيّن لك وجه نصبه كما ذكر معني سبحان ، حدّثنا أبو الخطّاب أنّه يقال للرجل المداوم على الشيء لا يفارقه ولا يقلع عنه قد ألبّ فلان على كذا وكذا ، ويقال قد أسعد فلان فلانا على أمره وساعده والالباب والمساعدة دنؤ ومتابعة ، اذا ألبّ على الشيء فهو لا يفارقه واذا أسعده فقد تابعه فكأنّه اذا قال الرجل للرجل يا فلان فقال لبّيك وسعديك ، فقد قال قربا منك ومتابعة لك فهذا تمثيل وإن كان لا يستعمل في الكلام كما كان براءة الله تمثيلا لسبحان الله ولم يستعمل ، وكذلك اذا قال لبّيك وسعديك ، يعني بذلك الله عزوجل ، كأنّه يقول أي ربّ لا أنأى عنك في شيء تأمرني به فاذا فعل ذلك فقد تقرّب الى الله بهواه ، وأما قوله وسعديك فكأنّه يقول أنا متابع أمرك وأولياءك غير مخالف فاذا فعل ذلك فقد تابع وأطاع وطاوع ، وإنما
__________________
ـ للتكثير ، وربما افرد فقيل حوال ولب كما تفرد حواليك فيقال حوالك ، وزعم أبو عبيدة أن هذا من قول الضب للحسل أيام كانت الاشياء تتكلم ، فيما تزعم الاعراب ، والدال مشي والد ألي مشية فيها تثاقل يقال مريد أل بحمله.
(٢٨٦) الشاهد فيه قوله فلبى يدي باثبات الياء لأنها ياء التثنية وانما احتج به على يونس لزعمه أن لبيك اسم مفرد بمنزلة عليك وان ياءه كيائها فأخذه سيبويه بقول الشاعر فلبى يدي مسور ، واظهاره الياء مع اضافته الى الظاهر ولو كان بمنزلة عليك لقال فلبى يدي مسور كما تقول على يديه ونحوه* يقول دعوت مسور الرفع نائبة نابتني فأجابني بالعطاء فيها وكفاني مؤنتها وكأنه سأله في دية ، وانما لي يديه لأنهما الدافعتان اليه ما سأله منه فخصهما بالتلبية لذلك.