كأنه قال تزحر زحيرا وتئنّ أنينا ثم وضعه مكان هذا ، أي أنت عند الحقّ هكذا.
[باب ما جرى من الأسماء التي لم تؤخذ من الفعل مجرى الأسماء التي أخذت من الفعل]
وذلك قولك أتميميّا مرّة وقيسيّا أخرى ، وإنما هذا أنّك رأيت رجلا في حال تلوّن وتنقّل ، فقلت أتميميّا مرّة وقيسيّا أخرى كأنك قلت أتحوّل تميميّا مرّة وقيسيّا أخرى فأنت في هذه الحال تعمل في تثبيت هذا له وهو عندك في تلك الحال في تلوّن وتنقّل ، وليس يسأله مسترشدا عن أمر هو جاهل به ليفهّمه إيّاه ويخبره عنه ، ولكنه وبّخه بذلك ، وحدّثنا بعض العرب أنّ رجلا من بني أسد قال يوم جبلة واستقبله بعير أعور فتطيّر منه فقال يا بني أسد أعور وذا ناب ، فلم يرد أن يسترشدهم ليخبروه عن عوره وصحّته ، ولكنه نبّههم كأنه قال أتستقبلون أعور وذا ناب والاستقبال في حال تنبيهه إيّاهم كان واقعا كما كان التلوّن والتنقّل عندك ثابتين في الحال الأولى ، وأراد أن يثبّت لهم الأعور ليحذروه ، ومثل ذلك قول الشاعر : [طويل]
(١) أفي السّلم أعيارا جفاء وغلظة |
|
وفي الحرب أشباه النّساء العوارك |
أي تنقّلون وتلوّنون مرّة كذا ومرّة كذا وقال : [بسيط]
(٢) أفي الولائم أولادا لواحدة |
|
وفي العيادة أولادا لعلّات |
وأما قول الشاعر : [وافر]
__________________
(٢٧٩) الشاهد فيه نصب الأعيار باضمار فعل وضعت موضعه بدلا من اللفظ به كما فعل في الباب قبله ، والمعنى اتتحولون في السلم أعيارا جفاء وفي الحرب نساء حيضا جبنا وضعفا ، والسلم الصلح ، وهو بالفتح والكسر والاعيار جمع عير وهو الحمار ، والغلظة القسوة ، والعوارك الحيض واحدتها عارك.
(٢٨٠) الشاهد فيه نصب اولاد باضمار فعل وضعت موضعه بدلا من اللفظ به* والمعنى أتصيرون اولاد الواحدة وتنتقلون الى هذه الحال في الولائم وهي جمع وليمة وتصيرون اولاد العلات وهن الامهات الشتى واحدتهن علة في عيادة المرضى أي تتعاونون على شهود الطعام وتتفقون وتتخاذلون عند عيادة المريض وتتقاطعون.