فانما ذكر رجلا تعرفه بعينه أو رجلا أنت عنده ممن يعرفه بعينه ، فانما تسأله على أنك ممن يعرفه بعينه الّا أنك لا تدري آلطويل هو أم القصير أم ابن زيد أم ابن عمرو ، فكرهوا أن يجرى هذا مجرى النكرة اذا كانا مفترقين ، وكذلك رأيته ورأيت الرجل لا يحسن لك أن تقول فيهما الّا من هو أو من الرجل ، وقد سمعنا من العرب من يقال له ذهبنا معهم فيقول مع منين ، وقد رأيته فيقول منا أو رأيت منا ، وذلك أنه سأله على أنّ الذين ذكر ليسوا عنده ممن يعرفه بعينه ، وأنّ الأمر ليس على ما وضعه عليه المحدّث فهو ينبغي له أن يسأل في ذا الموضع كما سأل حين قال رأيت رجلا.
[باب اختلاف العرب في الاسم المعروف الغالب اذا استفهمت عنه بمن]
اعلم أنّ أهل الحجاز يقولون اذا قال الرجل رأيت زيدا قالوا من زيدا واذا قال مررت بزيد قالوا من زيد وإذا قال هذا زيد قالوا من زيد ، وأمّا بنو تميم فيرفعون على كلّ حال وهو أقيس القولين ، فأمّا أهل الحجاز فانهم حملوا قولهم على انهم حكوا ما تكلّم به المسؤل كما قال بعض العرب دعنا من تمرتان على الحكاية لقوله ما عنده تمرتان وسمعت أعرابيّا مرّة وسأله رجل فقال أليس قرشيا فقال ليس بقرشيا حكاية لقوله ، فجاز هذا في الاسم الذي يكون علما غالبا على ذا الوجه ، ولا يجوز في غير الاسم الغالب كما جاز فيه ، وذلك لأنه الأكثر في كلامهم وهو العلم الأوّل الذي به يتعارفون وانما يحتاج الى الصفة اذا خاف الالتباس من الأسماء الغالبة ، وانما حكى مبادرة للمسؤل او توكيدا عليه انه ليس يسأله عن غير هذا الذي تكلم به والكنية بمنزلة الاسم واذا قال رأيت أخا زيد لم يجز من أخا زيد الّا على قول من قال دعنا من تمرتان وليس بقرشيا والوجه الرفع لأنه ليس باسم غالب ، وقال يونس اذا قال الرجل رايت زيدا وعمرا او زيدا واخاه او زيدا اخا عمرو فالرفع يردّه الى القياس والاصل اذا جاوز الواحد كما تردّ ما زيد الا منطلق الى الاصل ، وامّا ناس فانهم قاسوه فقالوا تقول من اخو زيد وعمرو ، ومن عمرا واخا زيد تتبع الكلام بعضه بعضا وهذا احسن ، فاذا قالوا من عمرا ومن اخو زيد رفعوا اخا زيد لأنه قد انقطع من الاوّل بمن الثاني الذي مع الأخ فصار كأنك قلت من أخو زيد ، كما أنك تقول تبّا له وويلا وتبّاله وويل له ، وسألت يونس عن رأيت زيد بن عمر