المسكين مررت فلا يحسن البدل لأنك اذا عنيت المخاطب أو نفسك فلا يجوز أن يكون لا يدري من تعني لأنك لست تحدّث عن غائب ولكنك تنصبه على قولك بنا تميما ، وان شئت رفعته على ما رفعت عليه ما قبله فهذا المعنى يجري على هذين الوجهين والمعنى واحد ، كما اختلف اللفظان في أشياء كثيرة والمعنى واحد ، وأما يونس فزعم أنه ليس يرفع شيئا من الترحم على إضمار شيء يرفع ولكنه ان قال ضربته لم يقل إبدا إلا المسكين يحمله على الفعل وان قال ضرباني قال المسكينان حمله أيضا على الفعل وكذلك مررت به المسكين يحمل الرفع على الرفع والجرّ على الجرّ والنصب على النصب ويزعم أنّ الرفع الذي فسّرنا خطأ وهو قول الخليل وابن أبي اسحق.
[باب ما ينتصب لأنه خبر للمعروف المبني على ما هو قبله من الأسماء المبهمة]
والأسماء المبهمة هذا وهذان وهاتان وهؤلاء ، وذاك وذانك وتلك وتانك وتيك وأولئك ، وهو وهي وهما وهم وهنّ وما أشبه هذه الأسماء وما ينتصب لأنه خبر للمعروف المبني على الأسماء غير المبهمة ، فأما المبني على الأسماء المبهمة فقولك هذا عبد الله منطلقا ، وهؤلاء قومك منطلقين ، وذاك عبد الله ذاهبا ، وهذا عبد الله معروفا ، فهذا اسم مبتدأ ليبني عليه ما بعده ، وهو عبد الله ولم يكن ليكون هذا كلاما حتى يبنى عليه أو يبنى على ما قبله ، فالمبتدأ مسند والمبنيّ عليه مسند اليه ، فقد عمل هذا فيما بعده كما يعمل الجارّ والفعل فيما بعده ، والمعنى أنك تريد أن تنبّهه له منطلقا لا تريد أن تعرّفه عبد الله لأنك ظننت أنه يجهله ، فكأنك قلت أنظر اليه منطلقا فمنطلق حال قد صار فيها عبد الله وحال بين منطلق وهذا كما حال بين راكب والفعل حين قلت جاء عبد الله راكبا صار جاء لعبد الله وصار الراكب حالا ، فكذلك هذا ، وذاك بمنزلة هذا ، إلا أنك اذا قلت ذاك فأنت تنبّهه لشيء متراخ ، وهؤلاء بمنزلة هذا ، وأولئك بمنزلة ذاك وتلك بمنزلة ذاك ، فكذلك هذه الأسماء المبهمة التي توصف بالأسماء التي فيها الألف واللام وأما هو فعلامة مضمر وهو مبتدأ وحال ما بعده كحاله بعد هذا ، وذلك قولك هو زيد معروفا فصار المعروف حالا وذلك أنك ذكرت للمخاطب انسانا كان يجهله أو ظننت أنه يجهله فكأنك