سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ونظيره ذا البيت الذي أنشدتك.
[باب من ابواب أنّ تكون أنّ فيه مبنيّة على ما قبلها]
وذلك قولك أحقا أنّك ذاهب وآلحقّ أنك ذاهب ، وكذلك إن أخبرت فقلت حقا أنك ذاهب والحقّ انّك ذاهب وكذلك أأكبر ظنّك انّك ذاهب وأجهد رأيك أنك ذاهب ، وكذلك هما في الخبر وسألت الخليل ، فقلت ما منعهم أن يقولوا أحقا إنك منطلق على القلب كأنك قلت إنك ذاهب حقا وانك ذاهب الحقّ وأإنك منطلق حقا ، فقال ليس هذا من مواضع إنّ لأنّ إنّ لا يبتدأ بها في كل موضع ولو جاز هذا لجاز يوم الجمعة إنك ذاهب تريد إنّك ذاهب يوم الجمعة ولقلت أيضا لا محالة إنك ذاهب تريد إنك لا محالة ذاهب فلمّا لم يجز ذلك حملوه على أفى حق أنك ذاهب ، وعلى أفي أكبر ظنّك أنك ذاهب وصارت أنّ مبنيّة عليه كما يبنى الرّحيل على غد اذا قلت غدا الرحيل ، والدليل على ذلك إنشاد العرب هذا البيت كما أخبرتك زعم يونس أنه سمع العرب يقولون في بيت الأسود ابن يعفر : [طويل]
(١) أحقّا بني أبناء سلمى بن جندل |
|
تهدّدكم إياي وسط المجالس |
فزعم الخليل أنّ التهدّد هاهنا بمنزلة الرحيل بعد غد وأنّ أنّ بمنزلته وموضعه كموضعه ونظير أحقّا أنك ذاهب في أشعار العرب قول العبدي : [وافر]
(٢) أحقّا أنّ جيرتنا استقلوا |
|
فنيّتنا ونيّتهم فريق |
__________________
(٧٠٥) الشاهد فيه نصب حق على الظرف والتقدير أفي حق تهددكم اياي وجاز وقوعه ظرفا وهو مصدر في الاصل لما بين الفعل والزمان من المضارعة وكأنه على حذف الوقت واقامة المصدر مقامه كما قالوا أتيتك خفوق النجم أي وقت خفوق النجم فكان تقديره أفي وقت حق توعد تموني* يقول هذا لقومه وهو احد من توعده قومه بالهجا ، وسلمى بن جندل رهط من نهشل بن دارم.
(٧٠٦) الشاهد في نصبه حقا على الظرف وفتح أن لأنها وما بعدها في موضع اسم مبتدأ وخبره في الظرف ، والتقدير أفي حق استقلال جيرتنا ، ولا يجوز كسرها لأن الظرف ـ