وَرَبُّكَ فَقاتِلا) (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ) وتقول رويد كم أنتم أنفسكم كأنك قلت افعلوا أنتم أنفسكم فان قلت رويدكم أنفسكم رفعت ، وفيها قبح ، لأن قولك افعلوا أنفسكم فيها قبح فاذا قلت أنتم أنفسكم حسن الكلام ، وتقول رويدكم أجمعون ، ورويدكم أنتم أجمعون كل حسن لأنه يحسن في المضمر الذي له علامة ، ألا ترى أنك تقول قوموا أجمعون وقوموا أنتم أجمعون ، وكذلك رويد اذا لم تلحق فيها الكاف تجري هذا المجرى وكذلك الحروف التي هي أسماء للفعل جميعا تجري هذا المجرى لحقتها الكاف أو لم تلحقها إلّا أنّ هلمّ اذا لحقتها لك فان شئت حملت أجمعين ونفسك على الكاف المجرورة فتقول هلمّ لكم أجمعين ، وهلمّ لكم أنفسكم ، ولا يجوز أن تعطف على الكاف المجرورة الاسم لأنك لا تعطف المظهر على المضمر المجرور ، ألا ترى أنّه يجوز لك أن تقول هذا لك نفسك ولكم أجمعين ، ولا يجوز أن تقول هذا لك وأخيك ، وإن شئت جعلت الصفة والمعطوف على المضمر المرفوع في النيّة فتقول هلمّ لك أنت وأخوك وهلمّ لكم أجمعون كأنك قلت تعالوا أنتم أجمعون وتعال أنت وأخوك ، فان لم تلحق لك جرت مجرى رويد.
[باب من الفعل سمّى الفعل فيه بأسماء مضافة ليست من أمثلة الفعل الحادث]
ولكنها بمنزلة الأسماء المنفردة التي كانت للفعل نحو رويد وحيّهل ومجراهنّ واحد وموضعهنّ من الكلام الأمر والنهي اذا كانت للمخاطب المأمور والمنهيّ ، وانما استوت هى ورويد وما أشبه رويد كما استوى المفرد والمضاف اذا كانا اسمين نحو عبد الله وزيد مجراهما في العربيّة سواء ، ومنها ما يتعدّى المأمور الى مأمور به ، ومنها ما يتعدّى المنهيّ الى منهيّ عنه ، ومنها ما لا يتعدى المأمور ولا المنهيّ ، أمّا ما يتعدّى المأمور الى مأمور به فهو قولك عليك زيدا ودونك زيدا ، وعندك زيدا أتأمره به ، حدّثنا بذلك أبو الخطّاب ، وأمّا مالا تعدّى المنهيّ الى منهيّ عنه فنحو قولك حذرك زيدا وحذارك زيدا ، سمعناهما من العرب ، وأما ما يتعدّى المأمور ولا المنهيّ فقولك مكانك وبعدك اذا قلت تأخّر أو حذّرته شيئا خلفه ، وكذلك عندك اذا كنت تحذّره من بين يديه شيئا أو تأمره أن يتقدّم ، وكذلك فرطك اذا كنت تحذره من بين يديه