الأحد استعدوا الافرنج لقصد الغراب المذكور ، وغرضهم أن يحرقوه ، فتقرب بعض غربانهم الى الساحل واخرجوا سنبوقا فيه جماعة فطلعوا للغراب ليحرقوه وأطلقوا المدافع من كثير غربانهم إلى السّاحل على المسلمين وذلك بعد أن استعد ناخوذة الغراب الرّومي على الساحل ، وقرب مدافعه واجتهد في المضاربة به لهم ، وطلع أعني الناخوذة الرومي إلى الغراب ، وطلع معه جماعة من العرب ، فلما رآهم الإفرنج الذين قد طلعوا فيه لإحراقه رموا أنفسهم إلى البحر وأخذ المسلمون سنبوقهم ، واستمر الحرب بالمدافع إلى اللّيل فقتل اثنين من المسلمين على الساحل بضربة مدفع وهما محرم بامخيتار (١) ورجل عدني آخر ، وقويت عزيمة المسلمين على قتالهم.
وفي هذه الأيام : وصل الخبر بأن خطاب سار من عند السلطان بدر هو وجماعة من العبيد وأطلقوا محمد بن علي وأصحابه وأدخلوهم السور ، وأنه أعني خطاب بقي يتردد من دوعن إلى السور ، في حديث صلح بين نهد وبين السلطان.
وفي هذه المدة : ورد الخبر بأن الشيخ عدل لنهد بضة على النصرة والمساعدة ، وفي هذه المدة اجتهد باهبري ومن معه من سيبان في حصر أصحاب السّلطان في دوعن بحيث لا أحد يقدر يصل إليهم بطعام ولا غيره حتى المكاتبة ما يسلّم منهم إلا النّادر ، والسلطان دخل دوعن على قصد حصر الشيخ فلم يكن المحصور إلّا هو.
وفي يوم السبت سلخ شعبان : انتقل الافرنجي المخذول من بندر الشحر بعد أن استفك منه أهل المراكب مراكبهم التي استولى عليها في البندر وأما مركب يوسف التركي فإنه لم يقبل منه فكاك بل سافر به معه.
وفي يوم الخميس ثاني عشر رمضان (٢) : وصل إلى البندر أربع برش
__________________
(١) (س) بامخيار.
(٢) الشهداء السبعة : ١١١.