ونهد البادية الذين بشبوة أيضا ، فما حار منهم أحد لما قام السّلطان عليه.
قلت : وقد سبق أن الإمام شرف الدين أخرب الزّاهر في الجوف ، وهو محلة الأشراف ناصر وأصحابه ، وقيد منهم أعني من الأشراف ناسا يقال لهم آل صالح وطلع بهم صنعاء عنده ، والإمام شرف الدين بقي في غاية التّعب من مساعدة السلطان بدر لهم وإحسانه إليهم.
وفيها : أطلق السّلطان محمد بن عبد الله بن محمد الكثيري صاحب شبام من القيد من غير واسطة ولا شفاعة وكساه ، وبقي معه ينحدر ويصعد أينما سار.
وفي آخر ذي الحجة : وصل عبد الله بن الشيخ [عمر بن سليمان](١) وجماعة من سيبان (٢) وجماعة من آل دغّار ووصلوا إلى فوة وأحدثوا كل قليل (٣) ورجعوا لعدم مساعدة عمر بن سليمان باهبري ، لأن الشيخ قصد الشحر فما طاعوه (٤).
وفيها (٥) في ظهر يوم السبت عاشر ربيع الثاني : توفي شهاب الدين أحمد بن الشمس محمد بن القطب محمد بن السراج البخاري الأصل المكي الحنفي بجدة ، وحمل منها إلى مكة ودفن في ثاني [يوم](٦) تاريخه عند أبيه بالمعلاة رحمهالله تعالى آمين ، وكان مولده في شهر صفر سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة بمكة ، واشتغل بالعلم قرأ على السخاوي في سنن أبي داؤد والشفاء ، ودخل القاهر مرارا وسمع الحديث فيها على جماعة
__________________
(١) ساقط من الأصول وأضفناه من العدة ١ : ١٩٢.
(٢) سيبان : تكرر ذكرها مرارا وهي من العصب الكبيرة وتتألف من أجزاء كل مستقل تفطن دوعن والمكلا ، وحجر والشحر ، ومن أقسامها المراشدة والسلاطين وآل بني حسن ، أنظر (أدوار التاريخ : ٣٥٨).
(٣) كذا : في الأصل وفي العدة «وأخذوا أمدا قليلا».
(٤) كذا صوابه : أطاعوه.
(٥) النور السافر : ٢٠٨.
(٦) ساقط من الأصل.