وتقدم فيما رواه الحاكم فى مستدركه متفردا به عن عمر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دعا رجلا إلى الإسلام فقال : هل من شاهد على ما تقول؟ قال : هذه الشجرة فدعاها رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهلى على شاطئ الوادى فأقبلت تخد الأرض خدا فقامت بين يديه فاستشهدها ثلاثا فشهدت أنه كما قال ، ثم إنها رجعت إلى منبتها ورجع الأعرابى إلى قومه وقال : إن يتبعونى أتيتك بهم وإلا رجعت إليك وكنت معك ، قال : وأما حنين الجذع الّذي كان يخطب إليه النبي صلىاللهعليهوسلم ، فعمل له المنبر ، فلما رقى عليه وخطب حن الجذع إليه حنين العشار والناس يسمعون بمشهد الخلق يوم الجمعة ، ولم يزل يئن ويحن حتى نزل إليه النبي صلىاللهعليهوسلم فاعتنقه وسكنه وخيره بين أن يرجع غصنا طريا أو يغرس فى الجنة يأكل منه أولياء الله ، فاختار الغرس فى الجنة وسكن عند ذلك ، فهو حديث مشهور معروف ، قد رواه من الصحابة عدد كثير متواتر ، وكان بحضور الخلائق ، وهذا الّذي ذكره من تواتر حنين الجذع كما قال ، فإنه قد روى هذا الحديث جماعة من الصحابة ، وعنهم أعداد من التابعين ، ثم من بعدهم آخرون عنهم لا يمكن تواطؤهم على الكذب فهو مقطوع به فى الجملة ، وأما تخيير الجذع كما ذكره شيخنا فليس بمتواتر ، بل ولا يصح إسناده.
وقد أوردته فى الدلائل عن أبى ابن كعب ، وذكر فى مسنده أحمد ، وسنن ابن ماجه ، وعن أنس من خمس طريق إليه ، صحح الترمذي إحداها ، وروى ابن ماجه أخرى ، وأحمد ثالثة ، والبزار رابعة ، وأبو نعيم خامسة.
وعن جابر بن عبد الله فى صحيح البخارى من طريقين عنه ، والبزار من ثالثة ورابعة ، وأحمد من خامسة وسادسة ، وهذه على شرط مسلم.
وعن سهل بن سعد فى مصنف ابن أبى شيبة على شرط الصحيحين ، وعن ابن عباس فى مسند أحمد وسنن ابن ماجه بإسناد على شرط مسلم.
وعن ابن عمر فى صحيح البخارى ، ورواه أحمد من وجه آخر عن