الإخبار عن أمور وقعت في دولة بني العباس
فمن ذلك حدثنا أبو جعفر عبد الله ومحمد بن على بن عبد الله بن عباس الخليفة بعد أخيه الخليفة السفاح وهو المنصور البانى لمدينة بغداد ، فى سنة خمس وأربعين ومائة ، قال نعيم ابن حماد فى كتابه : عن أبى المغيرة عن أرطاة بن المنذر عمن حدثه عن ابن عباس أنه أتاه رجل وعنده حذيفة فقال : يا ابن عباس قوله (حم (١) عسق (٢)) (١) ، فأطرق ساعة وأعرض عنه ، ثم كررها فلم يجبه بشيء ، فقال له حذيفة : أنا أنبئك ، وقد عرفت لم كررها ، إنما نزلت فى رجل من أهل بيته يقال له عبد الإله ، أو عبد الله ، ينزل على نهر من أنهار المشرق ، يبنى عليه مدينتين يشق النهر بينهما شقا ، يجتمع فيهما كل جبار عنيد.
وقال أبو القاسم الطبرانى : حدثنى أحمد بن عبد الوهاب بن نجد الحوطى ، حدثنا أبو المغيرة حدثنا عبد الله بن السمط ، حدثنا صالح بن على الهاشمى عن أبيه عن جده عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : لأن يربى أحدكم بعد أربع وخمسين ومائة جرو كلب ، خير من أن يربى ولدا لصلبه.
قال شيخنا الذهبى : هذا الحديث موضوع ، واتهم به عبد الله بن السمط هذا.
وقال نعيم بن حماد الخزاعى شيخ البخارى ، فى كتابه الفتن والملاحم : حدثنا أبو عمرو البصرى عن أبى بيان المعافرى عن بديع عن كعب قال : إذا كانت سنة ستين ومائة انتقص فيها حلم ذوى الاحلام ، ورأى ذوى الرأى.
__________________
(١) سورة الشورى ، الآيتان : ١ ، ٢.