قبله شاهد له بالصحة كما أنه متابع لما قبله والله أعلم.
حديث آخر عن سلمة بن الاكوع في ذلك
قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمى القارى ، حدثنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه قال : كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى غزوة خبير فأمرنا أن نجمع ما فى أزوادنا ـ يعنى من التمر ـ فبسط نطعا (١) نشرنا عليه أزوادنا قال : فتمطيت (٢) فتطاولت فنظرت فحزرته كربضة شاة ونحن أربع عشرة مائة قال : فأكلنا ثم تطاولت فنظرت فحزرته كربضة شاة ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هل من وضوء؟ قال : فجاء رجل بنقطة فى إداوته. قال : فقبضها فجعلها فى قدح ، قال : فتوضأنا كلنا ندغفقها (٣) دغفقة ونحن أربع عشرة مائة قال فجاء أناس فقالوا : يا رسول الله ألا وضوء؟ فقال : قد فرغ الوضوء ، وقد رواه مسلم عن أحمد بن يوسف السلمى عن النضر بن محمد عن عكرمة بن عمار عن إياس عن أبيه سلمة وقال : فأكلنا حتى شبعنا ثم حشونا جربنا ، وتقدم ما ذكره ابن إسحاق فى حفر الخندق حيث قال : حدثنى سعيد بن ميناء أنه قد حدث أن ابنة لبشير بن سعد ـ أخت النعمان بن بشير ـ قالت : دعتنى أمى عمرة بنت رواحة فأعطتنى جفنة من تمر فى ثوبى ثم قالت : أى بنية ، اذهبى إلى أبيك وخالك عبد الله بغدائهما قالت : فأخذتها فانطلقت بها فمررت برسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا ألتمس أبى وخالى ، فقال : تعالى يا بنية ، ما هذا معك؟ قالت : قلت يا رسول الله هذا تمر بعثتنى به أمى إلى أبى بشير بن سعد وخالى عبد الله بن رواحة يتغذيانه فقال : هاتيه ، قالت : فصببته فى كفى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فما ملأتهما ثم أمر بثوب فبسط له ثم دعا بالتمر فنبذ فوق الثوب ، ثم قال لإنسان
__________________
(١) نطعا : بساطا من جلد.
(٢) تمطى : امتد وطال.
(٣) ندغفقها : نصب منها صبا.