فصل
في ترتيب الأخبار بالغيوب المستقبلة بعده صلىاللهعليهوسلم
ثبت فى صحيح البخارى ومسلم من حديث الأعمش عن أبى وائل عن حذيفة بن اليمان : قال : قام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فينا مقاما ما ترك فيه شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره ، علمه من علمه ، وجهله من جهله ، وقد كنت أرى الشيء قد كنت نسيته فأعرفه كما يعرف الرجل الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه (١).
وقال البخارى : حدثنا يحيى بن موسى ، حدثنا الوليد ، حدثنى ابن جابر ، حدثنى بشر بن عبيد الله الحضرمى ، حدثنى أبو إدريس الخولانى أنه سمع حذيفة ابن اليمان يقول : كان الناس يسألون رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركنى ، فقلت : يا رسول الله إنا كنا فى جاهلية وشر ، فجاء الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال : نعم ، قلت وهل بعد ذلك لشر من خير؟ قال : نعم ، وفيه دخن ، قلت : وما دخنه؟ فقال : قوم يهدون بغير هديى يعرف منهم ينكر ، قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها ، قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، قال : هم من جلدتنا ، ويكلمون بألسنتنا ، قلت : فما أمرنى إن أدركنى ذلك؟ قال : تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ، قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.
وقد رواه البخارى أيضا ومسلم عن محمد ابن المثنى عن الوليد عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر به ، قال البخارى ، حدثنا محمد بن مثنى ، حدثنا يحيى
__________________
(١) أخرجه البخاري في كتاب المناقب (٣٦٠٦) (١٠ / ٤٧٩).