اللهم اشهد عليهم. قال : وأنشدكم بالله الّذي لا إله إلا هو ، الّذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن هذا النبي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ قالوا ، اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد عليهم ، قالوا : أنت الآن حدثنا عن وليك من الملائكة فعندها نجامعك أو نفارقك ، قال : وليى جبريل عليهالسلام ، ولم يبعث الله نبيا قط إلا وهو وليه ، فقالوا : فعندها نفارقك ، لو كان وليك غيره من الملائكة لبايعناك وصدقناك ، قال : فما يمنعكم أن تصدقوه؟ قالوا : إنه عدونا من الملائكة ، فأنزل الله عزوجل (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ) (١) الآية ، ونزلت (فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ) (٢) الآية.
حديث آخر
قال الإمام أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة ، سمعت عبد الله بن سلمة يحدث عن صفوان بن عسال المرادى ، قال : قال يهودى لصاحبه : اذهب بنا إلى هذا النبي حتى نسأله عن هذه الآية ، (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ) (٣) فقال : لا تقل له شيئا ، فإنه لو سمعك لصارت له أربع أعين ، فسألاه : فقال النبي صلىاللهعليهوسلم لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا ولا تمشوا ببريء إلى ذى سلطان ليقتله ولا تقذفوا محصنة ، أو قال : لا تفروا من الزحف ـ شعبة الشاك ـ وأنتم يا معشر يهود عليكم خاصة أن لا تعدوا فى السبت ، قال : فقبلا يديه ورجليه وقالا : نشهد أنك نبى ، قال : فما يمنعكما أن تتبعانى؟ قالا : إن داود عليهالسلام دعا أن لا يزال من ذريته نبى ، وإنا نخشى إن أسلمنا أن تقتلنا يهود(٤).
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية : ٩٧.
(٢) سورة البقرة ، الآية : ٩٠.
(٣) سورة الإسراء ، الآية : ١٠١.
(٤) أخرجه أحمد في مسنده (٤ / ٢٣٩).