لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه قال : فذكروا ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجاء حتى أتى الحائط فدعا البعير فجاء واضعا مشفره إلى الأرض حتى برك بين يديه ، قال : فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هاتوا خطاما ، فخطمه ودفعه إلى صاحبه ، قال : ثم التفت إلى الناس فقال : إنه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أنى رسول الله إلا عاصى الجن والانس (١) ، تفرد به الإمام أحمد ، وسيأتى عن جابر من وجه آخر بسياق آخر إن شاء الله وبه الثقة.
رواية ابن عباس
قال الحافظ أبو القاسم الطبرانى : حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا يزيد بن مهران أخو خالد الجيار ، حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأجلح عن الذيال بن حرملة عن ابن عباس قال : جاء قوم إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : يا رسول الله إن لنا بعيرا قد ندّ فى حائط ، فجاء إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : تعال ، فجاء مطأطئا رأسه حتى خطمه وأعطاه أصحابه ، فقال له أبو بكر الصديق : يا رسول الله. كأنه علم أنك نبى ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : ما بين لابتيها أحد إلا يعلم أنى نبى الله إلا كفرة الجن والإنس ، وهذا من هذا الوجه عن ابن عباس غريب جدا.
والأشبه رواية الإمام أحمد عن جابر ، اللهم إلا أن يكون الأجلح قد رواه عن الذيال عن جابر وعن ابن عباس والله أعلم.
طريق أخرى عن ابن عباس
قال الحافظ أبو القاسم الطبرانى : حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطى ، حدثنا أبو عون الزيادى ، حدثنا أبو عزة الدباغ عن أبى يزيد المدينى عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلا من الأنصار كان له فحلان فاغتلما فأدخلهما حائطا فسد عليهما الباب ، ثم جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأراد أن يدعو له ، والنبي قاعد معه نفر
__________________
(١) أحمد في مسنده (٣ / ٣١٠).