ذكر أخباره صلىاللهعليهوسلم عن الفتن الواقعة في آخر أيام عثمان
وخلافة علي رضي الله عنهما
ثبت فى الصحيحين من حديث سفيان بن عيينة عن الزهرى عن عروة عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أشرف على أطم من آطام المدينة فقال : هل ترون ما أرى؟ إنى لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر (١).
وروى الإمام أحمد ومسلم من حديث الزهرى عن أبى إدريس الخولانى : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : والله إنى لأعلم الناس بكل فتنة هى كائنة فيما بينى وبين الساعة ، وما ذاك أن يكون رسول الله يحدثنى من ذلك شيئا أسره إلى لم يكن حدث به غيرى ، ولكن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : ـ وهو يحدث مجلسا أنا فيه ـ سئل عن الفتن وهو يعد الفتن فيهن ثلاث لا تذوق شيئا منهن كرياح الصيف منها صغار ومنها كبار ، قال حذيفة : فذهب أولئك الرهط كلهم غيرى ، وهذا لفظ أحمد.
قال البيهقى : مات حذيفة به الفتنة الأولى بقتل عثمان ، وقل الفتنتين الآخرتين فى أيام على ، قلت : قال العجلى وغير واحد من علماء التاريخ : كانت وفاة حذيفة بعد مقتل عثمان بأربعين يوما ، وهو الّذي قال : لو كان قتل عثمان هدى لاحتلبت به الأمة لبنا ، ولكنه كان ضلالة فاحتلبت به الأمة دما ، وقال : لو أن أحدا ارتقص لما صنعتم بعثمان لكان جديرا أن يرقص.
وقال الإمام أحمد : حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى عن عروة عن زينب بنت أبى سلمة عن حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبى سفيان عن أمها أم حبيبة عن زينب بنت جحش زوج النبي صلىاللهعليهوسلم قال سفيان أربع نسوة ، قالت :
__________________
(١) أخرجه البخاري في كتاب فضائل المدينة (١٨٧٨) (٦ / ١٧٣).