ما ذكره الناس لطال هذا الفصل جدا ، وقد أشرنا إلى نبذ من ذلك يهتدى بها من نور الله بصيرته وهداه إلى صراطه المستقيم ، وأكثر هذه النصوص يعلمها كثير من علمائهم وأحبارهم، وهم مع ذلك يتكاتمونها ويخفونها.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقى : أنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى ابن الطفيل قالا : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبى داود المنادى ، حدثنا يونس ابن محمد المؤدب ، حدثنا صالح بن عمر ، حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن الغليان بن عاصم قال : كنا جلوسا عند النبي صلىاللهعليهوسلم ، إذ شخص ببصره إلى رجل فدعاه فأقبل رجل من اليهود مجتمع عليه قميص وسراويل ونعلان ، فجعل يقول : يا رسول الله ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : أتشهد أنى رسول الله؟ فجعل لا يقول شيئا إلا قال : يا رسول الله ، فيقول : أتشهد أنى رسول الله؟ فيأبى ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أتقرأ التوراة؟ قال : نعم ، قال : والإنجيل؟ قال : نعم ، والفرقان ورب محمد لو شئت لقرأته ، قال : فأنشدك بالذى أنزل التوراة والإنجيل وأنشأ خلقه بها ، تجدنى فيهما؟ قال : نجد مثل نعتك ، يخرج من مخرجك ، كنا نرجو أن يكون فينا ، فلما خرجت رأينا أنك هو ، فلما نظرنا إذا أنت لست به ، قال : من أين؟ قال : نجد من أمتك سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ، وإنما أنتم قليل ، قال : فهلل رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكبر ، وهلل وكبر ، ثم قال : والّذي نفس محمد بيده إننى لأنا هو ، وإن من أمتى لأكثر من سبعين ألفا وسبعين وسبعين.
جوابه صلىاللهعليهوسلم لمن ساءل عما سأل قبل
أن يسأله عن شيء منه
قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، أنا الزبير أبو عبد السلام ، عن أيوب ابن عبد الله بن مكرز ـ ولم يسمعه منه ـ قال : حدثنى جلساؤه وقد رأيته عن وابصة الأسدى ، وقال عفان : حدثنا غير مرة ولم