ومن كتاب دلائل النبوة في باب إخباره صلىاللهعليهوسلم
عن الغيوب المستقبلة
فمن ذلك ما ثبت فى الصحيحين من حديث إبراهيم بن سعد عن أبيه عن أبى سلمة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إنه قد كان فى الأمم محدثون ، فإن يكن فى أمتى فعمر ابن الخطاب (١) ، وقال يعقوب بن سفيان : حدثنا عبيد الله بن موسى ، أنا أبو إسرائيل كوفى عن الوليد ابن العيزار عن عمر ابن ميمون عن على رضى الله عنه ، قال : ما كنا ننكر ونحن متوافرون أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم ، أن السكينة تنطق على لسان عمر.
قال البيهقى : تابعه ذر ابن حبيش والشعبى عن على ، وقال يعقوب بن سفيان : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : كنا نتحدث أن عمر بن الخطاب ينطق على لسان ملك ، وقد ذكرنا فى سيرة عمر بن الخطاب رضى الله عنه أشياء كثيرة ، من مكاشفاته وما كان يخبر به من المغيبات كقصة سارية بن زنيم ، وما شاكلها ولله الحمد والمنة.
ومن ذلك ما رواه البخارى من حديث فراس عن الشعبى عن مسروق عن عائشة رضى الله عنها أن نساء النبي صلىاللهعليهوسلم اجتمعن عنده فقلن يوما : يا رسول الله أيتنا أسرع بك لحوقا؟ فقال : أطولكن يدا ، وكانت سودة أطولنا ذراعا ، فكانت أسرعنا به لحوقا.
هكذا وقع فى الصحيح عند البخارى أنها سودة ، وقد رواه أنس ابن بكير عن زكريا بن أبى زائدة عن الشعبى فذكر الحديث مرسلا وقال : فلما توفيت زينب علمن أنها كانت أطولهن يدا فى الخير والصدقة ، والّذي رواه
__________________
(١) أحمد في مسنده (٥ / ٢٢٨).