قال : السلام عليك يا رسول الله ، ثم قال : غريب ورواه أبو نعيم فى الدلائل من حديث السدى عن أبى عمارة الحيوانى عن على قال : خرجت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم فجعل لا يمر بحجر ولا شجر ولا مدر ولا شيء إلا قال : السلام عليك يا رسول الله ، قال : وأقبلت الشجرة عليه بدعائه ، وذكر اجتماع تينك الشجرتين لقضاء حاجته من ورائهما ثم رجوعهما إلى منابتهما ، وكلا الحديثين فى الصحيح ، ولكن لا يلزم من ذلك حلول حياة فيهما ، إذ يكونان ساقهما سائق ، ولكن فى قوله : انقادا على بإذن الله ، ما يدل على حصول شعور منهما لمخاطبته ، ولا سيما مع امتثالهما ما أمرهما به ، قال : وأمر عذقا من نخلة أن ينزل فنزل يبقر فى الأرض حتى وقف بين يديه فقال : أتشهد أنى رسول الله؟ فشهد بذلك ثلاثا ثم عاد إلى مكانه ، وهذا أليق وأظهر فى المطابقة من الّذي قبله ، ولكن هذا السياق فيه غرابة ، والّذي رواه الإمام أحمد وصححه الترمذي.
ورواه البيهقى والبخارى فى التاريخ من رواية أبى ظبيان حصين ابن المنذر عن ابن عباس قال : جاء أعرابى إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يم أعرف أنك رسول الله؟ قال : أرأيت إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أنى رسول الله؟ قال : نعم ، قال : فدعا العذق فجعل العذق ينزل من النخلة حتى سقط فى الأرض فجعل ينقر حتى أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم قال له : ارجع فرجع إلى مكانه ، فقال : أشهد أنك رسول الله ، وآمن به ، هذا لفظ البيهقى ، وهو ظاهر فى أن الّذي شهد بالرسالة هو الأعرابى ، وكان رجلا من بنى عامر ، ولكن فى رواية البيهقى من طريق الأعمش عن سالم بن أبى الجعد عن ابن عباس قال : جاء رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : ما هذا الّذي يقول أصحابك؟ قال وحول رسول الله صلىاللهعليهوسلم أعذاق وشجر ، فقال : هل لك أن أريك آية؟ قال : نعم ، فدعا غصنا منها فأقبل يخد الأرض حتى وقف بين يديه وجعل يسجد ويرفع رأسه ، ثم أمره فرجع ، قال : فرجع العامرى وهو يقول ، قال عامر بن صعصعة والله لا أكذبه بشيء يقوله أبدا.