كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا عرس (١) وعليه ليل توسد يمينه ، وإذا عرس الصبح وضع رأسه على كفه اليمنى وأقام ساعده ، وقد رواه مسلم عن شيبان بن فروخ عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبى قتادة الحرث ابن ربعى الأنصارى بطوله وأخرج من حديث حماد بن سلمة بسنده الأخير أيضا.
حديث آخر عن أنس يشبه هذا
روى البيهقى من حديث الحافظ أبى يعلى الموصلى : حدثنا شيبان ؛ حدثنا سعيد ابن سليمان الضبعى ، حدثنا أنس بن مالك أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم جهز جيشا إلى المشركين فيهم أبو بكر فقال لهم : جدوا السير فإن بينكم وبين المشركين ماء إن يسبق المشركون إلى ذلك الماء شق على الناس وعطشتم عطشا شديدا أنتم ودوابكم ، قال : وتخلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى ثمانية أنا تاسعهم ، وقال لأصحابه : هل لكم أن نعرس قليلا ثم نلحق بالناس؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، فعرسوا فما أيقظهم إلا حر الشمس ، فاستيقظ رسول الله صلىاللهعليهوسلم واستيقظ أصحابه ، فقال لهم : تقدموا واقضوا حاجاتكم ، ففعلوا ثم رجعوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال لهم : هل مع أحد منكم ماء؟ قال رجل منهم : يا رسول الله معى ميضأة فيها شيء من ماء ، قال : فجىء بها فجاء بها فأخذها نبى الله صلىاللهعليهوسلم فمسحها بكفيه ودعا بالبركة فيها وقال لأصحابه : تعالوا فتوضئوا ، فجاءوا وجعل يصب عليهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى توضئوا كلهم ، فأذن رجل منهم وأقام فصلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم لهم وقال لصاحب الميضأة ازدهر بميضأتك فسيكون لها شأن ، وركب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قبل الناس وقال لأصحابه: ما ترون الناس فعلوا؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم. فقال لهم : فيهم أبو بكر وعمر وسيرشد الناس ، فقدم الناس وقد سبق المشركون إلى ذلك الماء فشق ذلك على الناس وعطشوا عطشا شديدا ركابهم ودوابهم ، فقال
__________________
(١) عرّس : نزل للاستراحة.