قصة أخرى في تكثير الطعام في بيت فاطمة
قال الحافظ أبو يعلى : حدثنا سحل بن الحنظلية ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثنى ابن لهيعة عن محمد بن المنكدر عن جابر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أقام أياما لم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه ، فطاف فى منازل أزواجه فلم يصب عند واحدة منهن شيئا ، فأتى فاطمة فقال : يا بنية هل عندك شيء آكله فإنى جائع؟ فقالت : لا والله بأبى أنت وأمى ، فلما خرج من عندها رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم فأخذته منها فوضعته فى جفنة لها وغطت عليها وقالت : والله لأوثرن بهذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم على نفسى ومن عندى ، وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة طعام ، فبعثت حسنا أو حسينا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرجع إليها ، فقالت : له بأبى أنت وأمى قد أتى الله بشيء فخبأته لك ، قال : هلمى يا بنية ، فكشفت عن الجفنة فإذا هى مملوءة خبزا ولحما ، فلما نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من الله فحمدت الله وصلت على نبيه صلىاللهعليهوسلم وقدمته إلى رسول الله ، فلما رآه حمد الله وقال : من أين لك هذا يا بنية؟ قالت : يا أبت هو من عند الله ، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فحمد الله وقال : الحمد لله الّذي جعلك يا بنية شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل فإنها كانت إذا رزقها الله شيئا فسئلت عنه قالت : هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى على ثم أكل رسول الله صلىاللهعليهوسلم وعلى وفاطمة وحسن وحسين ، وجميع أزواج رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأهل بيته جميعا حتى شبعوا ، قالت : وبقيت الجفنة كما هى ، فأوسعت بقيتها على جميع جيرانها ، وجعل الله فيها بركة وخيرا كثيرا ، وهذا حديث غريب أيضا إسنادا ومتنا ، وقد قدمنا فى أول البعثة حين نزل قوله تعالى : (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (١) حديث ربيعة ابن ماجد عن على
__________________
(١) سورة الشعراء ، الآية : ٢١٤.