أمره فإنه شكا كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه ، قال : ثم سرنا فنزلنا منزلا فنام رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجاءت شجرة تشق الأرض حتى غشيته ثم رجعت إلى مكانها ، فلما استيقظ ذكرت له ، فقال : هى شجرة استأذنت ربها عزوجل فى أن تسلم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأذن لها ، قال : ثم سرنا فمررنا بماء فأتته امرأة بابن لها به جنة ، فأخذ النبي صلىاللهعليهوسلم بمنخره فقال : اخرج أنى محمد رسول الله ، قال سرنا فلما رجعنا من سفرنا مررنا بذلك الماء فأتته امرأة بجزر (١) ولبن فأمرها أن ترد الجزر وأمر أصحابه فشربوا من اللبن ، فسألها عن الصبى فقالت : والّذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريبا بعدك.
طريق أخرى عنه
قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الله بن نمير ، حدثنا عثمان بن حكيم ، أخبرنى عبد الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة قال : لقد رأيت عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلى ، ولا يراها أحد بعدى : لقد خرجت معه فى سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبى لها فقالت : يا رسول الله هذا صبى أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء ، يؤخذ فى اليوم ما أدرى كم مرة ، قال : ناولينيه ، فرفعته إليه فجعلته بينه وبين واسطة الرحل ، ثم فغر فاه فنفث فيه ثلاثا وقال : بسم الله أنا عبد الله ، اخسأ عدو الله ، ثم ناولها إياه ، فقال : القينا فى الرجعة فى هذا المكان فأخبرينا ما فعل ، قال : فذهبنا ورجعنا فوجدناها فى ذلك المكان معها شياه ثلاث ، فقال : ما فعل صبيك؟ فقالت : والّذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة ، فاجترر هذه الغنم ، قال : انزل فخذ منها واحدة ورد البقية ، قال : وخرجت ذات يوم إلى الجبانة حتى إذا برزنا قال : ويحك انظر هل ترى من شيء يوارينى؟ قلت : ما أرى شيئا يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك ، قال : فما بقربها؟ قلت : شجرة مثلها أو قريب منها ، قال : فاذهب إليهما فقل : إن رسول الله يأمركما
__________________
(١) جزر : الشاة الصالحة للذبح.