فدخل عليه مروان فكلمه فى حاجته فقال : اقض حاجتى يا أمير المؤمنين فو الله إن مئونتي لعظيمة ، وإنى لأبو عشرة ، وعم عشرة ، وأخو عشرة ، فلما أدبر مروان ـ وابن عباس جالس مع معاوية على السرير ـ قال معاوية : أنشدك بالله يا ابن عباس ، أما تعلم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله بينهم دولا ، وعباد الله خولا ، وكتاب الله دغلا؟ فإذا بلغوا سبعة وتسعين وأربعمائة ، كان هلاكهم أسرع من لوك ثمرة؟ فقال ابن عباس : اللهم نعم ، قال : وذكر مروان حاجة له فرد عبد الملك إلى معاوية فكلمه فيها ، فلما أدبر عبد الملك قال معاوية : أنشدك بالله يا ابن عباس ، أما تعلم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكر هذا فقال : أبو الجبابرة الأربعة؟ فقال ابن عباس : اللهم نعم ، وهذا الحديث فيه غرابة ونكارة شديدة ، وابن لهيعة ضعيف ، وقد قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمى : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا سعد بن زيد ، أخو حماد بن زيد ، عن على بن الحكم البنانى عن أبى الحسن عن عمرو بن مرة ، وكانت له صحبة ، قال : جاء الحكم بن أبى العاص يستأذن النبي صلىاللهعليهوسلم ، فعرف كلامه فقال : ائذنوا له ، حية ، أو ولد حية ، عليه لعنة الله ، وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمنين ، وقليل ما هم ، ليترفون فى الدنيا ويوضعون فى الآخرة ، ذوو مكر وخديعة ،. يعطون فى الدنيا ومالهم فى الآخرة من خلاق ، قال الدارمى : أبو الحسن هذا حمصى ، وقال نعيم بن حماد فى الفتن والملاحم : حدثنا عبد الله بن مروان المروانى عن أبى بكر بن أبى مريم عن راشد بن سعد أن مروان بن الحكم لما ولد دفع إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ليدعو له ، فأبى أن يفعل ثم قال : ابن الزرقاء ، هلاك أمتى على يديه ويدى ذريته ، وهذا حديث مرسل.
ذكر الأخبار عن خلفاء بنى أمية جملة من جملة (١)
قال يعقوب بن سفيان : حدثنا أحمد بن محمد أبو محمد الزرقى ، حدثنا
__________________
(١) السيرة الحلبية (٣ / ٣٤٢).