ولى ، فقال رسول الله : ما له؟ ضرب الله عنقه ، فقال الرجل : فى سبيل الله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فى سبيل الله ، فقتل الرجل فى سبيل الله ، وقد ورد من هذا النوع كثير.
وقد ثبت فى الأحاديث الصحيحة بطرق متعددة عن جماعة من الصحابة تفيد القطع كما سنوردها قريبا فى باب فضائله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : اللهم من سببته أو جلدته أو لعنته وليس لذلك أهلا فاجعل ذلك قربة له تقر به بها عندك يوم القيامة ، وقد قدمنا فى أول البعثة حديث ابن مسعود فى دعائه صلىاللهعليهوسلم على أولئك النفر السبعة ، الذين أحدهم أبو جهل ابن هشام وأصحابه ، حين طرحوا على ظهره عليهالسلام سلا الجزور ، وألقته عنه ابنته فاطمة ، فلما انصرف قال : اللهم عليك بقريش ، اللهم عليم بأبى جهل بن هشام ، وشيبة ابن ربيعة ، وعتبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، ثم سمى بقية السبعة ، قال ابن مسعود : فو الّذي بعثه بالحق لقد رأيتهم صرعى فى القليب (١) قليب بدر الحديث. وهو متفق عليه.
حديث آخر
قال الإمام أحمد : حدثنى هشام ، حدثنا سليمان ـ يعنى ابن المغيرة ـ عن ثابت عن أنس بن مالك قال : كان منا رجل من بنى النجار قد قرأ البقرة وآل عمران ، وكان يكتب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فانطلق هاربا حتى لحق بأهل الكتاب ، قال : فرفعوه وقالوا : هذا كان يكتب لمحمد ، وأعجبوا به ، فما لبث أن قصم الله عنقه فيهم ، فحفروا له فواروه ، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها ، ثم عادوا فحفروا له وواروه ، فأصبحت الأرض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا ، ورواه مسلم عن محمد بن راضى عن أبى النضر هاشم ابن القاسم به.
__________________
(١) القليب : البئر.