حديث آخر
[إخباره عن القوم الذين يخرجون آخر الزمان
وفي أيديهم مثل أذناب البقر]
قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عامر ، حدثنا أفلح بن سعيد الأنصارى ، شيخ من أهل قبا من الأنصار ، حدثنى عبد الله بن رافع مولى أم سلمة ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : إن طالت بكم مدة أوشك أن تروا قوما يغدون فى سخط الله ويروحون فى لعنته ، فى أيديهم مثل أذناب البقر (١).
ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن زيد ابن الخباب عن أفلح بن سعيد به ، وروى مسلم أيضا عن زهير بن حرب عن جرير عن سهيل عن أبيه عن أبى هريرة قال : قال صلىاللهعليهوسلم : صنفان من أهل النار لم أرهما بعد ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت (٢) المائلة لا يدخلن الجنة ، ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ، وهذان الصنفان وهما الجلادون الذين يسمون بالرجالة ، والجناندارية ، كثيرون فى زماننا هذا ومن قبله وقبل قبله بدهر ، والنساء الكاسيات العاريات أى عليهن لبس لا يوارى سوآتهن ، بل هو زيادة فى العورة ، وإبداء للزينة. مائلات فى مشيهن مميلات غيرهن إليهن ، وقد عم البلاء بهن فى زماننا هذا ، ومن قبله أيضا ، وهذا
__________________
(١) أحمد في مسنده (٢ / ٣٢٣).
(٢) أسنمة البخت : لفظ أعجمي بمعنى الإبل الخراسانية ، ويقصد بها هنا ارتفاع الغدائر فوق رءوسهن وجمعها حتى تميل إلى ناحية من جوانب الرأس.