وبه قال الحافظ بن عساكر ، قال : وأخبرنا أبو محمد عن طاوس ، أنا عاصم ابن الحسن أنا أبو عمرو بن مهدى ، أنا أبو العباس بن عقدة ، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفى ، حدثنا عبد الرحمن بن شريك ، حدثنى أبى عن عروة بن عبد الله بن قشير قال : دخلت على فاطمة بنت على فرأيت فى عنقها خرزة ، ورأيت فى يديها مسكتين غليظتين ـ وهى عجوز كبيرة ـ فقلت لها : ما هذا؟ فقالت : إنه يكره للمرأة أن تتشبه بالرجال ، ثم حدثتني أن أسماء بنت عميس حدثتها أن على بن أبى طالب دفع إلى النبي صلىاللهعليهوسلم وقد أوحى إليه فجلله بثوبه فلم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس يقول : غابت أو كادت أن تغيب ، ثم إن نبى الله صلىاللهعليهوسلم سرّى عنه فقال : أصليت يا على؟ قال : لا ، فقال النبي ص اللهم ردّ على علي الشمس ، فرجعت حتى بلغت نصف المسجد ، قال عبد الرحمن : وقال أبى حدثنى موسى الجهنى نحوه ، ثم قال الحافظ ابن عساكر : هذا حديث منكر ، وفيه غير واحد من المجاهيل.
وقال الشيخ أبو الفرج بن الجوزى فى الموضوعات : وقد روى ابن شاهين هذا الحديث عن ابن عقدة فذكره ، ثم قال : وهذا باطل ، والمتهم به ابن عقدة ، فإنه كان رافضيا يحدث بمثالب الصحابة.
قال الخطيب : حدثنا على بن محمد بن نصر ، سمعت حمزة ابن يوسف يقول : كان ابن عقدة بجامع براثا (١) يملى مثالب الصحابة أو قال : الشيخين فتركته ، وقال الدارقطنى : كان ابن عقدة رجل سوء ، وقال ابن عدى : سمعت أبا بكر بن أبى غالب يقول : ابن عقدة لا يتدين بالحديث لأنه كان يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب فيسوى لهم نسخا ويأمرهم أن يرووها ، وقد بينا كذبه من عند شيخ بالكوفة.
وقال الحافظ أبو بشر الدولابى فى كتابه «الذرية الطاهرة» : حدثنا إسحاق بن يونس ، حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا المطلب بن زياد عن إبراهيم بن
__________________
(١) براثا : اسم محلة كانت بطرف العراق.