حبان عن عبد الله بن حسن عن فاطمة بنت الحسين عن الحسين قال : كان رأس رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى حجر على وهو يوحى إليه فذكر الحديث بنحو ما تقدم ، إبراهيم بن حبان هذا تركه الدارقطنى وغيره ، وقال محمد بن ناصر البغدادى الحافظ : هذا الحديث موضوع ، قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبى : وصدق ابن ناصر ، وقال ابن الجوزى : وقد رواه ابن مردويه من طريق حديث داود بن واهج عن أبى هريرة قال : نام رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورأسه فى حجر علي ولم يكن صلى العصر حتى غربت الشمس فلما قام رسول الله صلىاللهعليهوسلم دعا له فردت عليه الشمس حتى صلى ثم غابت ثانية ، ثم قال : وداود ضعفه شعبة ، ثم قال ابن الجوزى ومن تغفيل واضع هذا الحديث أنه نظر إلى صورة فضله ولم يتلمح عدم الفائدة فإن صلاة العصر بغيبوبة الشمس صارت قضاء فرجوع الشمس لا يعيدها أداء ، وفى الصحيح عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أن الشمس لم تحبس على أحد إلا ليوشع.
قلت : هذا الحديث ضعيف ومنكر من جميع طرقه فلا تخلو واحدة منها عن شيعى ومجهول الحال وشيعى ومتروك ومثل هذا الحديث لا يقبل فيه خبر واحد إذا اتصل سنده ؛ لأنه من باب ما تتوفر الدواعى على نقله فلا بد من نقله بالتواتر والاستفاضة لا أقل من ذلك ، ونحن لا ننكر هذا فى قدرة الله تعالى وبالنسبة إلى جناب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقد ثبت فى الصحيح أنها ردت ليوشع بن نون ، وذلك يوم حاصر بيت المقدس ، واتفق ذلك فى آخر يوم الجمعة وكانوا لا يقاتلون يوم السبت فنظر إلى الشمس وقد تنصفت للغروب فقا : إنك مأمورة ، وأنا مأمور ، اللهم احبسها على ، فحبسها الله عليه حتى فتحوها ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم أعظم جاها وأجل منصبا وأعلى قدرا من يوشع ابن نون ، بل من سائر الأنبياء على الإطلاق ولكن لا نقول إلا ما صح عندنا (عنه) ولا نسند إليه ما ليس بصحيح ، ولو صح لكنا من أول القائلين به ، والمعتقدين له وبالله المستعان.