أيتزوّجها المسلم؟ قال : « نعم ، وعدّتها من النصراني إذا أسلمت عدّة الحرّة المطلّقة ثلاثة أشهر ، أو ثلاثة قروء » الخبر (١).
وأظهر منه الثاني : « عدّة العِلجة (٢) إذا أسلمت عدّة المطلّقة إذا أرادت أن تتزوّج غيره » (٣).
إلاّ أنّ فيه قطعاً وجهالةً ، وفي الصحيح وما تقدّمه من الموثقة والتعليل المأثور في المستفيضة قصوراً عن المقاومة لما مرّ من عموم الكتاب والسنّة ، المعتضدة بالشهرة العظيمة التي كادت تكون إجماعاً ، بل إجماع في الحقيقة ، كما حكاه بعض الأجلّة ، ومع ذلك مؤيّدة بأصالة بقاء حرمة الزوجية.
مضافاً إلى ندرة القائل بما في الموثّقة ، بل لم نقف عليه بالمرّة ، وقد صرّح بذلك جماعة (٤) ، ونصّ بعضهم بأنّها مطرحة (٥) ، وما هذا شأنه لا سبيل للعمل به البتّة.
( وتعتدّ الأمة ) غير ذات الولد من مولاها ( من الوفاة ) وفاة الزوج ( بشهرين وخمسة أيّام ) عند أكثر القدماء والمتأخّرين ، بل لعلّه عليه عامتهم ، إلاّ من ندر من متأخّريهم (٦) ؛ لقاعدة التنصيف ممّا عليه الحرّة.
__________________
(١) الكافي ٦ : ١٧٦ / ٤ ، التهذيب ٨ : ٩١ / ٣١٢ ، الوسائل ٢٢ : ٢٦٨ أبواب العدد ب ٤٦ ح ١.
(٢) العِلج : الرجل من كفّار العجم وغيرهم. النهاية لابن الأثير ٣ : ٢٨٦ ، المصباح المنير : ٤٢٥ مجمع البحرين ٢ : ٣١٩.
(٣) الكافي ٦ : ١٧٥ / ٢ ، الوسائل ٢٢ : ٢٦٨ أبواب العدد ب ٤٦ ح ٢.
(٤) منهم المحقق في الشرائع ٣ : ٤١ ، والشهيد الثاني في المسالك ٢ : ٤٨ ، والفاضل الهندي في كشف اللثام ٢ : ١٤٣.
(٥) كالفاضل المقداد في التنقيح الرائع ٣ : ٣٥٢.
(٦) الجامع لابن سعيد : ٤٧١ ، انظر زبدة البيان للمحقق الأردبيلي : ٥٩٨.