(١) وكلّ خليل غير هاضم نفسه |
|
لوصل خليل صارم أو معارز |
فجعله صفة لكلّ ، وحدثني أبو الخطاب أنه سمع من يوثق بعربيته من العرب ينشد هذا البيت :
(٢) كأنّا يوم قرّى إنم |
|
ا نقتل إيّانا |
قتلنا منهم كلّ |
|
فتى أبيض حسّانا |
فجعله وصفا لكل ، ومثل ذلك هذا أيّما رجل منطلق وهذا حسبك من رجل منطلق ، ويدلك على أنه نكرة أنك تصف به النكرة فتقول هذا رجل حسبك من رجل فهو بمنزلة مثلك وضاربك اذا أردت النكرة ، ومما يوصف به كلّ قول ابن أحمر : (كامل)
(٣) ولهت عليه كلّ معصفة |
|
هو جاء ليس للبها زبر |
سمعناه ممن يرويه من العرب ، ومن قال هذا أوّل فارس مقبلا من قبل أنه لا يستطيع
__________________
(٤٠٠) الشاهد فيه جرى غير على كل نعتالها لأنها مضافة الى نكرة ولو أجرى على المخفوض بكل لكان حسنا ، ورفع كل بالابتداء وخبرها صارم أو معارز ، والتقدير كل خليل لا يهضم نفسه ويظلمها لخليله صارم لوصله أي قاطع أو منقبض عنه ، والمعارز المنقبض ، ويقال لما تقبض من اللحم على الجمز استعرز وتعرز ، والهضم الظلم.
(٤٠١) الشاهد فيه جرى حسان على كل نعتاله لأنه نكرة مثله ، والقول فيه كالقول في الذي قبله* وصف أن قومه أوقعوا ببني عمهم فكأنهم قتلوا أنفسهم ، ويقال أنه لص قاطع وصف أنه قتل من هذه صفته وقرى اسم موضع وفصل الضمير من الفعل ضرورة وكان الوجه نقتلنا ، والأصل في هذا أن يستغنى فيه بالنفس فيقال نقتل أنفسنا فوضع ايانا موضع ذلك والحسان الحسن ، والصفات قد تبنى على هذا المثال للمبالغة ، ونظيره كبار بمعنى كبير وكرام بمعنى كريم وهو كثير.
(٤٠٢) الشاهد فيه جرى هو جاء على كل نعتالها كالذي تقدم* وصف منزلا ترددت عليه الرياح فعفت آثاره وطمست رسومه ومعنى ولهت حنت جعل هبوبها عليه كحنين الناقة على ولدها اذا فقدته ، والمعصفة الشديدة الهبوب يقال عصفت الريح وأعصفت ، ـ