أن يقول هذا أول الفارس فيدخل عليه الألف واللام فصار عنده بمنزلة المعرفة فلا ينبغي له أن يصفه بالنكرة ، وينبغي له أن يزعم أنّ درهما في قولك عشرون درهما معرفة ، فليس هذا بشيء ، وانما أرادوا من الفرسان فحذفوا الكلام استخفافا وجعلوا هذا يجزئهم من ذلك ، وقد يجوز نصبه على نصب هذا رجل منطلقا وهو قول عيسى ، وزعم الخليل أنّ هذا جائز ونصبه كنصبه في المعرفة جعله حالا ولم يجعله وصفا ، ومثل ذلك مررت برجل قائما اذا جعلت الممرور به في حال قيام ، وقد يجوز على هذا فيها رجل قائما وهو قول الخليل ، ومثل ذلك عليه مائة بيضا والرفع الوجه ، وعليه مائة عينا والرفع الوجه ، وزعم يونس أن ناسا من العرب يقولون مررت بماء قعدة رجل والجرّ الوجه ، وانما كان النصب هنا بعيدا من قبل أنّ هذا يكون من صفة الأول فكرهوا أن يجعلوه حالا كما كرهوا أن يجعلوا الطويل والأخ حالا حين قالوا هذا زيد الطويل وهذا عمر وأخوك وألزموا صفة النكرة النكرة كما ألزموا صفة المعرفة المعرفة ، وأرادوا أن يجعلوا حال النكرة فيما يكون من اسمها كحال المعرفة فيما يكون من اسمها وزعم من نثق به أنه سمع رؤبة يقول هذا غلام لك مقبلا جعله حالا ولم يجعله من اسم الأول.
وأعلم أنّ ما كان صفة للمعرفة لا يكون حالا ينتصب انتصاب النكرة وذلك أنه لا يحسن لك أن تقول هذا زيد الطويل ولا هذا زيد أخاك من قبل أنه من قال هذا فينبغي له أن يجعله صفة للنكرة فيقول هذا رجل أخوك ، ومثل ذلك في القبح هذا زيد أسود الناس ، وهذا زيد سيّد الناس حدّثنا بذلك يونس عن أبي عمرو ، ولو حسن أن يكون هذا خبرا للمعرفة لجاز أن يكون خبرا للنكرة فتقول هذا رجل سيّد الناس من قبل أن نصب هذا رجل منطلقا كنصب هذا زيد منطلقا فينبغي لما كان حالا للمعرفة أن يكون حالا للنكرة فليس هكذا ولكن ما كان صفة للنكرة جاز أن يكون حالا للنكرة
__________________
ـ والهوجاء الحمقاء وصفها بذلك لاضطرابها وهبوبها من كل وجه ، واللب العقل وزبره احكامه وقوته ، وأصل الزبر احكام طىّ البئر والزبير البئر المطويه فاذا لم نطو البئر انهارت فضربت مثلا لمن لا عقل له ولا رأى يرجع اليه.