(١) لقد حملت قيس بن عيلان حربها |
|
على مستقلّ للنّوائب والحرب |
أخاها اذا كانت عضابا سما لها |
|
على كلّ حال من ذلول ومن صعب |
زعم الخليل أنّ نصب هذا على أنك لم ترد أن تحدّث الناس ولا من تخاطب بأمر جهلوه ولكنهم قد علموا من ذلك ما قد علمت فجعلته ثناء وتعظيما ونصبه على الفعل كأنه قال اذكر أهل ذاك واذكر المقيمين ولكنه فعل لا يستعمل إظهاره وهذا شبيه بقوله إنّا بني فلان نفعل كذا لأنه لا يريد أن يخبر من لا يدري أنه من بني فلان ولكنه ذكر ذلك افتخارا وابتهاء ، إلا أن هذا يجري على حرف النّداء وستراه إن شاء الله مبيّنا في بابه في باب النداء ، ومن هذا الباب في النكرة قول أميّة بن أبي عائذ :
(٢) ويأوى الى نسوة عطّل |
|
وشعثا مراضيع مثل السّعالي |
كأنه حيث قال الى نسوة عطّل صرن عنده ممن علم أنهن شعث ولكنه كرّ ذلك تشنيعا لهن وتشبيها ، قال الخليل كأنه قال وأذكرهن شعثا إلا أن هذا فعل لا يستعمل إظهاره وان شئت جررت على الصفة ، وزعم يونس أنك تقول مررت بزيد أخيك ، وصاحبك كقول الراجز :
(٣) بأعين منها مليحات النّقب |
|
شكل التّجار وحلال المكتسب |
كذلك سمعناه من العرب ، وكذلك قال مالك بن خويلد الخناعي : [بسيط]
__________________
(٣٦٤) الشاهد فيه نصب أخاها على المدح ، ولو رفع على القطع أو خفض على البدل من المستقل لجاز والمستقل الناهض بما حمل ، وقوله سما لها أي ارتفع راكبا لما حمل عليه من الشدائد.
(٣٦٥) استشهد به على نصب قوله وشعثا باضمار فعل لأنه لما قال نسوة عطل علم أنهن شعث فكأنه قال وأذكرهن شعثا الا أنه فعل لا يظهر لأن ما قبله قد دل عليه فأغنى عن ذكره على ما يجري الباب عليه في المدح والذم ، وقد تقدم البيت بتفسيره.
(٣٦٦) الشاهد في جرى شكل التجار وحلال المكتسب على ما قبله نعتا ، ولو قطع فنصب أو رفع لما فيه من معنى المدح لجاز* وصف جواري والنقب جمع نقبة وهي خرق ـ