الحمد لله الحميد هو والحمد لله أهل الحمد والملك لله أهل الملك ، ولو ابتدأته فرفعته كان حسنا ، كما قال الأخطل : [بسيط]
(١) نفسي فداء أمير المؤمنين اذا |
|
أبدى النّواجذ يوم باسل ذكر |
الخائض الغمر والميمون طائره |
|
خليفة الله يستسقى به المطر |
وأما الصفة فانّ كثيرا من العرب يجعلونه صفة فيتبعونه الأوّل فيقولون أهل الحمد والحميد هو وكذلك الحمد لله أهله ، ان شئت جررت ، وان شئت نصبت ، وان شئت ابتدأت كما قال مهلهل : [كامل]
ولقد خبطن بيوت يشكر خبطة |
|
أخوالنا وهم بنو الأعمام (٢) |
وسمعنا بعض العرب يقول الحمد لله ربّ العالمين فسألت عنها يونس فزعم أنها عربية ومثل ذلك قول الله عزوجل (لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) فلو كان كلّه رفعا كان جيّدا ، فأما المؤتون فمحمول على الابتداء ، وقال تعالى (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا ،
__________________
(٣٦٢) الشاهد في قطع الخائض وما بعده من قوله أمير المؤمنين لما قصد من معنى المدح والثناء ، ولو نصبه على هذا المعنى لكان حسنا ، ولو جره على البدل والنعت لجاز* مدح عبد الملك بن مروان ووصف اليوم بابداء النواجذ لشدته وبسالته فكأنه يكلح فتبدو نواجذه وجعله ذكرا مبالغة بوصفه بالشدة ، والباسل الكريه المنظر وانما يريد يوما من أيام الحرب ، والغمر الماء الكثير ، ويجوز أن يكون جمع غمرة وهي الشدة وأصلها من الأول ، وجعله ميمون الطائر لكثرة خيره والتيمن به.
(١) تقدم شرحه في رقم ٣٣٧.